عبر عدد من مواطني قرية تيراو عن امتعاضهم من الطريقة التي تسير بها بلدية السطارة بجيجل، بسبب التهميش الذي طال منطقتهم، حيث لم تستفد القرية من أي مشاريع تنموية مقارنة بباقي القرى والتجمعات السكانية. كشفوا ل” الفجر” أن النسبة المطلقة للمشاريع التي استفادت منها البلدية قد تم توزيعها بشكل غير متوازن، على اعتبار أن أغلب العمليات التي شيدت ماضيا وحاليا تمت بمركز البلدية وبرج علي وأقوف، وكأن بلدية السطارة تكمن في هذه المناطق فقط، في حين تم إقصاء باقي القرى المعزولة رغم أن السلطات العليا للبلاد مافتئت تؤكد، حسب قول مصادرنا، على إزالة العزلة على سكان المناطق النائية وتقريب الإدارة من المواطنين، وبعث مشاريع التنمية الريفية بمفهومها الواسع. أزمة نقل، إنجرافات وطرق مهترئة تتصل آلام سكان قرية تيراو، التي تبعد عن بلدية السطارة بحوالي 15 كلم، بأزمة حقيقية في قطاع النقل، حيث تفتقر لخط يربطها بمقر البلدية، ذلك أن كل الناقلين رفضوا المغامرة في نقل المواطنين القاطنين بالمنطقة بحجة ضيق الطريق واهترائه بصفة كلية، إذ لم يعد يصلح - حسب مصادرنا - إلا لسير الجرارات جراء كثرة الحفر العميقة به وانجرافه، مع العلم أن مواطني القرية يعتمدون في تنقلهم على سيارات 404 باشي حيث يدفعون بين 50 و80 دج لضمان أمكنة على سطوح تلك السيارات صيفا وشتاء، وغالبا ما يختلطون مع الحيوانات على متنها. ومن جانب آخر، تعيش أزيد من 200 عائلة بهذه القرية أزمة صحية جراء افتقارها لقاعة علاج، فالكثير من النساء لاتزال تلدن في المنازل بشكل تقليدي والمحظوظات يتم نقلهن لمستشفى الميلية في أحوال سيئة وصعبة، ناهيك عن تنقل السكان اليومي لعيادة السطارة مركز للاستفادة من بعض الخدمات الطبية البسيطة. ونفس الشيء ينطبق على المتمدرسين الذين كرهوا التنقلات اليومية، حيث يطالبون بالنقل المدرسي لتسهيل ظروف تمدرسهم على مستوى مؤسسات البلدية. كما يطالب سكان القرية السلطات البلدية والولائية الجدية بمعالجة مشاكلهم، وذلك من خلال تسجيل برامج تنموية متنوعة خلال السنة الجديدة تستجيب لطموح أبناء المنطقة، الذين لم يتذوقوا طعم الاستقلال، وبالخصوص البرامج الريفية كالسكنات الريفية وبرامج الدعم الفلاحي، لاسيما أن أغلب العائلات تعتمد في معيشتها على فلاحة الأرض بطرق جد بدائية بهدف ضمان العيش ليس إلا. وفي هذا الإطار أوضح لنا بعض فلاحي القرية أن المنطقة تتوفر على موارد وإمكانات فلاحية هائلة وتنقصهم الوسائل التي تمكنهم من الاستثمار في القطاع الزراعي، مطالبين بنك “بدر” بالميلية التعجيل بمعالجة ملفاتهم ومساعدتهم على خدمة الأرض من خلال إمدادهم بالوسائل والقروض اللازمة. كما يطالب المواطنون المجلس الشعبي الحالي بتسجيل عملية خاصة بمد شبكة المياه لفائدة سكان القرية ضمن برامج السنة المقبلة. واعترف نائب رئيس البلدية بالصعوبات التي لاتزال تعرقل حياة سكان بعض المناطق الريفية مقارنة بالتجمعات السكانية الكبرى بإقليم البلدية، وهذا لا يعود - حسب مصدرنا - لتهميش تلك المناطق بقدر ما يعود إلى ضعف إمكانيات البلدية العاجزة عن فك كل المشاكل دفعة واحدة، فالحكمة تقتضي انتهاج أسلوب الأولويات، كما يضيف مصدرنا الذي أكد أن جميع تلاميذ المناطق البعيدة والمنعزلة بالبلدية يستفيدون من النظام الداخلي بالمتوسطات والثانوية. كما طمأن عضو المجلس البلدي سكان المنطقة أنه سيتم إدراج مشروع تهيئة طريق تيراو ضمن البرامج التي سيتم إنجازها في المستقبل القريب.