أعاد الرئيس التركي عبد الله غول، إلى البرلمان تعديلا دستوريا، يقضي بتقديم موعد الانتخابات المحلية إلى العام القادم، وهو ما كان سيتيح لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وقتا أطول للتحضير لانتخابات الرئاسة. وينص التعديل الذي أقره البرلمان الجمعة الماضية على إجراء الانتخابات المحلية في نهاية أكتوبر 2013، بدلا من مارس 2014، وتسبق الانتخابات المحلية انتخابات الرئاسة، التي يفترض أن تنظم بعد بضعة شهور من الموعد الأصلي للانتخابات المحلية، والانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 2015. ووفقا لمراقبين، فإن -التعديل الذي كان يتعين الاستفتاء عليه في غضون شهرين من إقراره باعتبار أن الموافقة عليه في البرلمان لم تكن بأغلبية قوية- يسمح لأردوغان بالإعداد جيدا لانتخابات الرئاسة، ويسود في تركيا اعتقاد راسخ بأن أردوغان، الذي استنفد إمكانية ترؤس الحكومة مجددا، يسعى إلى تولي رئاسة البلاد بعد إقرار تعديلات دستورية تمنح الرئيس صلاحيات تنفيذية بدلا من الصبغة الشرفية حاليا، وأبلغ الرئيس التركي البرلمان بأنه تتعين مناقشة التعديل مرة أخرى، وعلّل موقفه بأن إجراءات الاستفتاء ستكون مكلفة للغاية، ولن يتوجه عدد كاف من الناخبين للمشاركة في الاستفتاء خلال فصل الشتاء القادم، بيد أنه لم يتضح ما إذا كان الرئيس عبد الله غل، قد أحال التعديل ثانية إلى البرلمان بنية عرقلة خطة أردوغان، علما بأنهما ينتميان إلى حزب العدالة والتنمية، ويتمتع أردوغان بشعبية كبيرة لدى طبقة متوسطة جديدة يغلب عليها الفكر المحافظ بعدما نجح خلال عشر سنوات في ضمان مستوى عال من الرفاهية، وفي المقابل، يخشى خصوم رئيس الوزراء الحالي من أن تغيير النظام البرلماني الحالي الذي ستفضي إليه المراجعة الدستورية الحالية يمنح أردوغان قدرا كبيرا من السلطة يعزز ”نزوعه إلى التسلط”.