قرّرت المجموعة الطاقوية سوناطراك توسيع استثماراتها في الخارج من خلال شراء أسهم شركات أوروبية مفلسة في كل من إيطاليا، فرنسا وإسبانيا حيث يعتزم المجمع العمومي الدخول في رأسمال عدد من الشركات الأجنبية التي قامت بعرض أسهمها للبيع على غرار شركة ريبسول الإسبانية في حين من المنتظر أن تدخل في مفاوضات رسمية مع الطرف الإسباني قريبا. كشفت مصادر من المجمع الطاقوي سوناطراك أن هذا الأخير قرّر توسيع استثماراته في أوروبا من خلال الدخول في رأسمال شركات عرضت أسهمها للبيع في مقدمتها شركة ريبسول الإسبانية حيث تستغل سوناطراك الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها بعض الدول الأوروبية لتوسيع استثماراتها بالخارج. وقالت ذات المصادر، إن مثل هذه الاستثمارات سيكون لها أثر إيجابي على المجمع الطاقوي العمومي سوناطراك الذي سيعزز تواجده بأوروبا وكافة دول العالم، كما سيستفيد من خبرة شركات ذات سيط عالمي عبر التعاقد معها وتنسيق العمل مع خبرائها لاسيما وأن الحكومة تعتزم خلال المرحلة القادمة الدخول في مرحلة ثانية من الاستثمارات في قطاع الطاقة من خلال العمل على التنقيب في البحر والصخر واستخراج الكهرباء من مصادر متعدّدة على غرار الماء والشمس وهو الذي يتطلب الاستفادة من خبرات عالمية رائدة في هذا الإطار. وكان قد انتقد خبراء في التنقيب عن الغاز والبترول تصريحات مسؤولي وزارة الطاقة والمناجم بشأن شروع سوناطراك قريبا في استغلال الغاز الصخري والفحم لاستخراج الطاقة والكهرباء وهي البدائل التي قالوا إنها يمكن أن تشكل كارثة بيئية على الجزائريين وتهدّد بانعكاسات سلبية جد خطيرة في مقدمتها أزمة مياه حادة. وقال الخبير النفطي، عبد الرحمن مبتول، إن استخراج الطاقة من الصخر والكهرباء من الفحم من شأنه أن يحدث تأثيرات بيئية خطيرة، ويتسبب في كوارث حادة، وهو ما جعل العديد من الدول الأجنبية تقرر العزوف عن العملية في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، متسائلا: ”كيف يمكن للجزائر أن تخوض تجربة خطيرة مثل هذه؟”. وحسب ذات الخبير، فإن مغامرة مثل السعي إلى استغلال الغاز الصخري أو الفحمي لاستخراج الطاقة وإنتاج الكهرباء يمكن أن تؤد إلى ما لا يحمد عقباه، بالرغم من أن الكهرباء مشكل جدي يجب حله، لاسيما وأنها تقف وراء العديد من الاحتجاجات الاجتماعية وتعتبر السبب المباشر لثورة العديد من المدن والمناطق، خاصة بعد الانقطاعات المتعددة التي شهدتها الشبكة منذ بداية موسم الاصطياف. تجدر الإشارة إلى أن مستثمرين من جنسيات متعدّدة، منهم السعودية والجزائر وسنغافورة وهونغ كونغ وقطر، ينوون شراء ما يصل إلى 20 بالمائة من شركة النفط الإسبانية العملاقة ريبسول.