نشط، صبيحة أمس، عبد القادر بوعزارة رفقة المايسترو الإيطالي فرانشيسكو دي ماورو ندوة صحفية بالمعهد العالي للموسيقى بالعاصمة، استعرضا من خلالها برنامج الحفلين المنتظرين يومي الخميس والسبت المقبلين بكل من المسرح الوطني محي الدين بشطارزي وقصر الثقافة ”الإمامة” بولاية تلمسان. الندوة التي حضرها كل من سفيرة ”بيل كانتو” في العالم السوبرانو فليسيا بونجيوفاني، مديرة المعهد العالي للموسيقى ومديرة المركز الثقافي الإيطالي بالجزائر ماريا كونشيتا بتاغليا، وعدد من عازفي الأوركسترا السيمفونية الوطنية والإيطالية إلى جانب الأسرة الإعلامية وبعض المهتمين بالموسيقى، تطرق من خلالها الحضور إلى التعاون الفني بين الأوركسترا الوطنية والإيطالية وآفاق التبادل الثقافي بين البلدين الذي يعززه الحفلين المبرمجين إحياء للذكرى ال 50 لاستقلال الجزائر، من جهة وتكريما للأوبيرا الإيطالية حفاظا على هذا الإرث الفني الذي يحضى بشعبية واسعة في إيطاليا، وساهم في ترسيخ ثقافة الحوار بين شعوب العالم. الحفل الذي اختير له عنوان ”الحضارة”، تعبيرا على انفتاح الجزائر على كل الحضارات القديمة منها والجديدة واحتضانها لكل الثقافات في العالم، وفي هذا الصدد وصف بوعزارة في تدخله أن مشاركة العازفين الإيطاليين إلى جانب الجزائريين، مؤشرا إيجابا من شأنه ضمان احتكاك الموسيقى الجزائرية بالإيطالية وإيصال ألحانها إلى كل نقاط المعمورة، وهو ما أكده المايسترو الإيطالي فرانشيسكو دي ماورو مشيدا بالتعاون الموسيقي الذي سطر برنامجا يحاكي التاريخ الإيطالي انطلاقا من القرن ال 19 ويعكس تضحية الشعوب عبر الزمن، وأضاف أن زيارته الأولى للجزائر فرصة مناسبة لاكتشاف ثراء الموسيقى الجزائرية الممتدة إلى قرون خلت، وكشف المتحدث عن مشروع إنشاء أوركسترا مشتركة بين البلدين سنة 2013 تسهر على تقديم حفلات مشتركة في كل من إيطاليا والجزائر، على الأقل مرتين في السنة، والمشروع حسبه مرجح أن تتسع دائرته إلى تشكيل فرقة موسيقية تمثل كامل دول البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أشارت إليه مغنية الأوبيرا فيليسيا بونجيوفاني التي ترى المناسبة مبادرة للتخطيط البعيد المدى في مجال التزاوج بين الموسيقى الجزائرية والإيطالية.