لا أدري إن كانت التحقيقات في حادث الطائرة العسكرية التي سقطت أول أمس على أرض لوزر الفرنسية ستفضي إلى نتيجة ما، أم أنها سيلفها الغموض، مثلما سيلف الغموض حمولتها من لفائف الورق المستعمل في صناعة الأوراق النقدية لفائدة البنك الجزائري، ومثلما لف الغموض حادث الحريق الذي استهدف مصنع الأوراق النقدية منذ أزيد من شهرين. وهل يحق لنا أن نطرح السؤال، لماذا يستهدف البنك الجزائري الآن بمثل هذه الحوادث؟ وهل هي مجرد حوادث، أم في الأمر فعل فاعل؟ وهل من الصدف أن يكون دائما الورق المخصص لصناعة النقود "الضحية" في كل هذه الأحداث المتسارعة؟ هذه التساؤلات تفرض نفسها بإلحاح الآن خاصة وقد سبق أن تورطت جهات فرنسية في قضية سرقة لفائف الورق الموجه لمصنع النقود بالجزائر، في مارسيليا الفرنسية، وأيضا تم اكتشاف مخابئ لتزوير العملة الجزائرية في مدينة ليون الفرنسية، عثرت عليها الأنتربول منذ أكثر من سنتين! أضف إلى ذلك أن فرنسا كانت دائما تستعمل سياسة إغراق أسواق البلدان التي تكون معها على خلاف، بالعملة الصعبة، مثلما فعلت مع السينغال، حسب ما نصح بذلك رئيسها الأسبق الجنرال دوغول الذي أمر شخصيا سنوات الستينيات، كرد فعل على "تطاول" رئيس السينغال وقتها الذي سمح لنفسه بانتقاد فرنسا وسياستها الاستعمارية أمام دوغول. وإذا كان هذا ما تهدف إليه المخابرات الفرنسية الآن، وهو تعويم السوق الجزائرية بالعملة المزورة، فما الهدف من وراء كل هذا اليوم؟ خاصة وأن فرنسا الرسمية تحاول توجيه خطاب أكثر اعتدالا تحاول التقرب من خلاله إلى الجزائر، قبيل الزيارة التي سيقوم بها رئيسها فرانسوا هولاند؟! أم أن لليمين الفرنسي الذي لا ينظر بعين الرضا لسياسة هولاند تجاه الجزائر، والتي يرى فيها انبطاحا للجزائر، يد في هذه الحادثة الغريبة؟ أم أن الذي يقف وراء هذه العملية شبكات مافيا عابرة للقارات وليس للمؤسسات الرسمية هنا وهناك يد فيها؟!