تدخل الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري أسبوعها الثالث، دون أن تتمكن من استقطاب اهتمام المواطنين أو الناخبين، حيث اضطر مسؤول الأحزاب السياسية في العديد من المرات إلى إلغاء تجمعاتهم الشعبية ومهرجاناتهم الوطنية بسبب غياب التعبئة وشغور القاعات، ضف إلى ذلك عدم اهتمام المواطن بهذه الانتخابات لفقدانه الثقة إمكانية تكفل الوجوه المترشحة بانشغالاته. فشلت مختلف التشكيلات السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية من استقطاب المواطنين أو جلب اهتمام الناخبين، حيث يستمر نفور هؤلاء من الحملة الانتخابية إلى درجة الاستهزاء بالقوائم الانتخابية لمختلف الأحزاب السياسية التي فضلت غالبيتها الاعتماد على الوجوه القديمة التي فشلت في وقت سابق في تسيير شؤون المواطنين. وتستمر لا مبالاة المواطنين في الوقت الذي يواصل فيه رؤساء الأحزاب السياسية تنقلاتهم عبر مختلف ولايات الوطن محاولين شرح برامج انتخابية وطنية، عوض الحديث عن الانشغالات المحلية التي تعد من بين الأسباب التي تسببت في عدم جلب اهتمام الناخبين الذين لم يجدوا ضالتهم في هذه الخطابات. وهذا ما يؤكد حديث بعض المتتبعين لمستجدات الساحة السياسية الوطنية، حيث صنفها هؤلاء كأضعف حملة في تاريخ المواعيد الانتخابية التي شهدتها البلاد كون التشكيلات السياسية عجزت عن جلب اهتمام الناخبين، حتى أن هذه الأحزاب لم تتمكن بدورها من الدخول في هذه الحملة والانخراط في مسعى تحسيس المجتمع بضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجالس المحليية المنتخبة، وهو الخطاب الذي يحاول رؤساء الأحزاب السياسية الترويج له في كل التجمعات حيث بعد استعراض البرامج والخطوط العريضة للحملة والدعاية الحزبية يحاول ممثلو الأحزاب التركيز على هذه النقطة التي يبدو أنها لم تجد آذانا صاغية. وخلص العديد من القادة السياسيين إلى أن هاجس مقاطعة هذا الموعد الانتخابي أصبح يخيم بشكل رهيب، حيث تتحدث بعض المصادر عن ” تقارير تشير إلى احتمال مقاطعة كثيفة للناخبين يعكسه عدم تجاوب هؤلاء مع الحملة الانتخابية ولا مبالاة بما تقترحه الأحزاب السياسية”. بالنسبة للمواطن الجزائري فإن ”مرشحي مختلف الأحزاب السياسية لا يمكن وضعه سوى في خانة الانتهازيين وأن ترشحهم نابع من رغبتهم في خدمة مصالح شخصية دون سواها، وهو لا ينتظر منهم العمل للمصلحة العامة أو المساهمة في التنمية المحلية بقدر ما يهمهم البحث عن الثراء”، كما ترفض نفس الأحزاب التجديد وتركز دوما على الوجوه القديمة التي سبق لها وأن كانت في مناصب المسؤولية وأثبتت فشلها في التسيير المحلي، مما يزيد في عزوف الناخبين. وقد سبق وأن قدم بعض المختصين في علم الاجتماع قراءة في سبب لا مبالاة المواطن الجزائري بالانتخابات المحلية وفسّرها هؤلاء على أساس ”إغفال الخطاب السياسي للبعد المحلي، حيث يتغلب البعد الوطني على البعد المحلي في الخطاب الذي تتبناه مختلف التشكيلات السياسية في الحملة الانتخابية، الأمر الذي يجعل هذا الخطاب بعيدا عن انشغالات المواطن وغير قادر على جذب اهتمام القاعدة، وهو خطاب يقولون إنه يتسم ب ”الجمود والعموم” وتغيب عنه الأبعاد المحلية التي تثير اهتمام عامة المواطنين.