جدد وزير الخارجية، مراد مدلسي، موقف الجزائر من الأزمة المالية، مؤكدا على أهمية الحوار كوسيلة لحل النزاع القائم هناك، مع تأكيده من جهة أخرى على دعم الجزائر لجميع الجهود الدولية المتصلة بمكافحة الجماعات الإرهابية والمتاجرة بالمخدرات بالمنطقة، كما أغفل مدلسي الإشارة إلى العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، تفاديا لترجمتها كترخيص لتنظيم مسيرات بالعاصمة على حد تعبير بعض المتتبعين. مراد مدلسي، وخلال كلمته التي قدمتها بمناسبة الاحتفالية 50 لانضمام الجزائر إلى الأممالمتحدة، أمس، بوزارة الخارجية، قال إن الطرح الجزائري لمعالجة الأزمة المالية مبني على درايتها بنوعية ودرجة الخطر الذي بات يهدد منطقة الساحل. وأضاف، أمام أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر وأعضاء في الحكومة وجمعيات المجتمع المدني الذين حضروا الاحتفالية، أن هوية الدبلوماسية الجزائرية، كانت ولا تزال مبنية على دعم جميع حركات التحرر ضد الاستعمار والاضطهاد بكل أنواعه، مذكرا بأن ذلك سبب مباشر في مواصلة دعم الحكومة الجزائرية للقضية الفلسطينية التي عمرها 60 سنة، والقضية الصحراوية التي دخلت عامها ال37، دون إشارة منه إلى الوضع الحالي في قطاع غزة مع تزايد شهداء العدوان الصهيوني. ولم يستثن مدلسي وهو يستعرض مسار الجزائر في عجالة منذ انضمامها للأمم المتحدة، الدعم الذي قدمته فئات من الشعب الفرنسي للقضية الجزائرية. وقد تزامن إحياء الجزائر للذكرى 50 لانضمامها إلى منظمة الأممالمتحدة بتاريخ 8 أكتوبر 1962 مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال، ويوم الأممالمتحدة الموافق ل24 أكتوبر من كل سنة. ولم يغفل مدلسي وهو يترحم على ضحايا التفجيرات التي استهدفت مكتب الأممالمتحدةبالجزائر قبل سنوات جهود الحكومة الجزائرية لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله. ومن جهته، أكد ممثل منظمة الأممالمتحدةبالجزائر، ممادو مومبي، أن الجزائر حققت مسيرة مميزة في تنميتها، مشيرا إلى أن مكتب الأممالمتحدةبالجزائر سيطلق برنامج استماع مع جمعيات المجتمع المدني في الجزائر بداية من سنة 2013، وهذا على أن ينتهي العمل في ربيع 2013، حيث سيتم عرض التقرير على مكتب خاص بالأممالمتحدة. وقال إن برنامج العمل الذي سيطلقه مكتب الأممالمتحدةبالجزائر، يتعلق بالديمقراطية، حقوق الإنسان التنمية والمرأة وغيرها من المواضيع الأخرى التي تعني المجتمع الجزائري وفعالياته. وقد تم عرض فيلمين وثائقيين، تناول الأول كلمة الرئيس الراحل أحمد بن بلة أمام أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة انضمام الجزائر إلى المنظمة، فيما تناول الثاني علاقة الجزائربالأممالمتحدة ومختلف المحطات التي ميزت الدبلوماسية الجزائرية، حيث تم عرض مقتطفات من خطاب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة 2005، عندما ربط استحالة إقامة الديمقراطية بتنامي النشاط الإرهابي، مع تأكيده على البعد الدولي لظاهرة الإرهاب وعدم اقتصارها على إفريقيا والعالم الإسلامي مثلما يعتقد الغرب، والدليل الهجمات التي طالت برجي نيويورك سنة 2001، وهو ما ترتب عنه فيما بعد اعتماد الأممالمتحدة لتوصيات الجزائر الخاصة بتجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية لأنها شكل مباشر من أشكال التمويل والدعم. وفي ذات السياق اطلع الحاضرون على معرض للصور الفوتوغرافية، تناول الشخصيات التي صنعت تاريخ الدبلوماسية الجزائرية عبر 50 سنة من الاستقلال، إلى جانب معرض للطوابع البريدية يخلد ذكرى يوم الأممالمتحدة.