مدلسي: لم يفت الأوان لاغتنام فرص الحل السلمي للأزمة المالية منسق الأممالمتحدة: الجزائر أصبحت شريكا رئيسا في حل القضايا العالمية شدّد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي على أن الحوار مبدأ هام وثابت من ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية منذ الاستقلال، وقال أن الأوان لم يفت بعد لاغتنام الفرص التي تتيحها الوسائل السلمية من أجل تسوية الأزمة في مالي وإعادة الأمن لهذا البلد والحفاظ على وحدته الترابية، كما أكد التزام الجزائر الدائم بدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومواصلة دعم الشعبين الفلسطيني والصحراوي. أحيت وزارة الشؤون الخارجية أمس الذكرى الخمسين لانضمام الجزائر المستقلة لمنظمة الأممالمتحدة وكان ذلك في الثامن أكتوبر من العام 1962 بخطاب ألقاه الرئيس الراحل أحمد بن بلة بمقر الأممالمتحدة بنيويورك حدد فيه معالم السياسة الخارجية للجزائر المستقلة. وقد صادف الاحتفال بهذه الذكرى هذه السنة الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والاحتفال باليوم العالمي للأمم المتحدة، وبالمناسبة ألقى وزير الشؤون الخارجية كلمة شدد فيها على المبادئ والثوابت التي حكمت الدبلوماسية الجزائرية منذ الاستقلال، ومنها تمسكها القوي بمبدأ الحوار في حل جميع القضايا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وكذا مساندة كل قضايا التحرر العادلة في العالم ودعم حق الشعوب في تقرير مصيرها. ولم يفوت الوزير بهذه المناسبة وأمام حضور نوعي من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد ببلادنا وأعضاء من الحكومة و حضور المنسق المقيم للأمم المتحدة في الجزائر ومدعوين من مختلف المنظمات وفعاليات المجتمع المدني الفرصة للتطرق إلى موضوع الساعة وهو الوضع في مالي، فقال مدلسي بهذا الخصوص “ لم يفت الأوان بعد لاغتنام الفرص التي تتيحها الوسائل السلمية لإعادة السلم و الأمن و الوحدة الترابية لمالي"، مبرزا تمسك الجزائر “القوي" بالحوار، كما أكد المتحدث على ضرورة مكافحة الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي و حركة التوحيد و الجهاد في غرب إفريقيا “دون هوادة" على أن تكون هذه المكافحة مرفقة بإعادة بعث مشاريع التنمية في شمال مالي. مدلسي الذي أوضح أن الاحتفال بهذه الذكرى هذا العام يكتسي طابعا خاصا كونه يتزامن والاحتفال بالذكرى الخمسين لاستعادة السيادة الوطنية واليوم العالمي للأمم المتحدة جدد مرة أخرى تمسك الجزائر بميثاق الأممالمتحدة المكرس للمساواة و السيادة بين الدول و الضامن لحق تقرير مصير الشعوب، هذا الحق الذي يطالب به الشعب الفلسطيني منذ 60 سنة و الشعب الصحراوي منذ 37 سنة، كما أكد في ذات السياق تبني الجزائر لقيم مؤسسات المنظمة الأممية كالحوار والتعاون باعتبارهما أداتين مفضلتين للحفاظ على السلام و الأمن الدوليين، فضلا عن ترقية التنمية و محاربة الفقر. أما عن واقع التعاون بين الجزائر ومنظمة الأممالمتحدة فقد وصفه الوزير بالمثمر، مذكرا في نفس الوقت بالاتفاق الإطار للتعاون الاستراتيجي 2012-2014 “ الموقع مؤخرا بين الحكومة الجزائريةوالأممالمتحدة الذي يشهد على التعاون “المثمر" الذي يجمع الجانبين، مشيرا للنجاحات التي حققتها الدبلوماسية الجزائرية في حل العديد من القضايا على المستوى الإقليمي والدولي كالخلاف الإثيوبي- الاريتري مع بداية الألفية الجديدة. واعتبر وزير الشؤون الخارجية تاريخ الثامن أكتوبر من سنة 1962 الذي سجلت فيه الجزائر نفسها كعضو كامل في الأممالمتحدة بمثابة شهادة ميلاد سيادة الدولة الجزائرية المعترف بها و بدستورها و بحدودها الدولية من طرف مجلس الأمن الدولي والمؤكد من طرف الجمعية العامة بالإجماع كعضو كامل الحقوق في عائلة الأممالمتحدة. من جهته قال المنسق المقيم لنظام الأممالمتحدة في الجزائر ممادو مباي أن الجزائر كانت في الماضي مرافقا للمنظمة الأممية لكنها أصبحت اليوم شريكا رئيسا في حل العديد من القضايا الدولية وأصبحت عنصرا مؤثرا في السياسة الأممية. وتم بالمناسبة عرض خطاب الانضمام الذي ألقاه الرئيس الراحل احمد بن بلة في الأممالمتحدة في 08 أكتوبر من عام 1962، ومقتطفات من خطب للرئيس هواري بومدين والرئيس بوتفليقة عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية، كما أقيم معرض خاص يرصد أهم محطات التعاون بين الجزائروالأممالمتحدة على مدى 50 سنة، ومعرض آخر خاص بالطوابع البريدية التي أصدرتها الجزائر الخاصة بالأممالمتحدة. وتذكرت الاحتفالية أيضا كل الشعوب والشخصيات التي تضامنت مع الجزائر خلال حربها من أجل الانعتاق، وكذا ضحايا الأممالمتحدة في الجزائر.