علمت "الفجر" من مصادر مطلعة، بأن اتصالات مكثفة تجري منذ أيام بين مسؤولين فرنسيين في خلية المتابعة للملفات الكبرى بالإيليزيه ومصالح رئاسة الحكومة الجزائرية، بغرض ترتيب آخر التحضيرات لزيارة المبعوث الخاص للرئاسة الفرنسية، جان بيار رافاران، إلى الجزائر، ولقائه لأول مرة برئيس الحكومة عبد المالك سلال، في اجتماع قمة ينتظر أن يعقد لأول مرة بين الرجلين خلال الأيام القادمة بالجزائر. كما كشفت ذات المصادر أن لقاء سلال برافاران، سيكون عمليا وليس تشاوريا، كون لجان العمل المشتركة بين البلدين، التي سبق وأن أشرفت خلال الزيارة الاستطلاعية الأولى التي قام بها رافاران قبل مجيء فرنسوا هولاند للرئاسة، للتعرف على معوقات تطوير الشراكة والمبادلات التجارية بين البلدين، قد عبدت الطريق لتسوية حولي 12 ملفا، تتعلق بمشاريع شراكة ضخمة في مجالات الصناعة والتجارة والتكوين، تم البت نهائيا في ستة منها، أكدت ذات المصادر أنها جاهزة للإمضاء، وتخص إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة، تطوير قطاع التكوين المهني، نقل التكنولوجيا، قطاعات النقل، الطاقة والمناجم، الصناعات الغذائية وصناعة الأدوية والتأمينات. ومن بين الملفات التي ستطغى على جلسة اجتماع رافاران بسلال، ثلاثة وصفت بالكبرى وهي ملفات الاستثمار والشراكة التي عرضتها شركة لافارج للاسمنت ومشروع الشراكة لإنتاج السيارات رونو وملف شركة طوطال النفطية. كما تسرب من جلسات الاجتماعات التحضيرية لقمة رافاران-سلال، أن المجمع النفطي الفرنسي "طوطال" يرغب بشدة في المرور مباشرة، بعد المفاوضات مع وزارة الطاقة الجزائرية، إلى تنفيذ مشروع مشترك بين طوطال وسوناطراك لإنجاز مصنع بمنطقة أرزيو لإنتاج غاز الإيثان ومشتقاته. كما عرضت شركة "لافارج" أيضا على الحكومة الجزائرية إنجاز مصنع ضخم لإنتاج الإسمنت بطاقة تقدر بمليوني طن سنويا، لا ينتظر سوى منح رخصة البدء في إنجازه من طرف الحكومة الجزائرية. وبخصوص ملف الشراكة الصناعية لإنتاج السيارات رونو، ذكرت ذات المصادر أن المفاوضات تجري في الاتجاه الصحيح بين الطرفين، فيما تأكد من مصالح رئاسة الحكومة الفرنسية، أن ملفات إنجاز مصنع الأدوية التابع لمجمع ''سانوفيس أفانتيس'' ومصنع آخر لإنتاج الزجاج تابع لشركة ''سان غويان'' ومصنع آخر يخص تجميع ومعالجة منتجات الحليب لشركة ''بروطاني إنترناسيونال'' قد جهزت تماما للتنفيذ. وينتظر رجال الأعمال الفرنسيون على نار، زيارة رفاران الثانية للجزائر، ويتطلعون إلى نتائج لقاء سلال-رافاران، خلال الأيام القادمة، حيث ينتظر المئات من رجال الأعمال والشركات الفرنسية الضوء الأخضر من الحكومة الفرنسية للمجيء إلى الجزائر، في حين يجري التحضير حاليا بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية لتنظيم المنتدى الأكبر للأعمال، الذي ستحتضنه الجزائر العاصمة في 31 من شهر ماي المقبل، والذي سيعرف مشاركة 700 شركة ومؤسسة صناعية وتجارية، من بينها 500 شركة جزائرية. وتعتبر فرنسا المورد الأول للجزائر بحجم واردات تفوق 6 ملايير دولار، وهي أيضا تعتبر الزبون الرابع للجزائر بحجم صادرات يفوق 4.5 مليار دولار، حسب إحصائيات مديرية الجمارك الجزائرية.