توصلت السلطات التونسية إلى فرض تهدئة في منطقة سليانة بعد تكليف نائب محافظ المنطقة بتولي شؤونها إلى حين الفصل في الموضوع، فيما رحب رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي برغبة الرئيس في تشكيل حكومة كفاءات غير متحزبة. قال رئيس الوزراء التونسي، الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، حمادى الجبالي، أول أمس، أنه لا يرى مانعا من تشكيل حكومة كفاءات مصغرة غير متحزبة كما اقترح الرئيس منصف المرزوقي. وأضاف الجبالي في تصريحات للصحفيين أنه سيدرس الموضوع وسيرد عليه كتابيا وعلنيا، وإذا كان فيه خير تونس فهو لا يرى مانعا في صيغة حكومة جديدة تأخذ بالاعتبار كل المعطيات، وكل شيء يراجع”. وكان المرزوقي قال في خطاب إلى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي الجمعة الأخير إن ”مصلحة تونس العليا اليوم تقتضي تشكيل حكومة مصغرة مفعلة تجمع الكفاءات”، داعيا إلى تعيين هذه الكفاءات خصوصا في ”الوزارات ذات الصلة بالتنمية والاقتصاد وبالأمور الاجتماعية”. وشدد على ضرورة أن يعين الوزراء في الحكومة المصغرة ”على قاعدة الكفاءة ثم الكفاءة فالكفاءة، وليس على أي قاعدة أخرى خاصة المحاصصة الحزبية أو الولاءات الحزبية”. ولفت إلى أن أداء حكومة الجبالي ”لم يستطع أن يكون في مستوى التطلعات الكبيرة والضخمة” للشعب التونسي. وتغيير تشكيلة الحكومة هو بحسب القانون المؤقت لتنظيم السلطات العمومية في تونس من صلاحيات رئيس الوزراء وليس رئيس الجمهورية. ويتهم معارضون الائتلاف الثلاثي الحاكم (الترويكا) الذي تشكله حركة النهضة مع حزبي ”المؤتمر” و”التكتل”، بالتعامل مع الحكم على أنه ”غنيمة” عبر إسناد حقائب وزارية عديدة لناشطين في أحزاب الترويكا. جاء ذلك بينما وقع اتفاق لتهدئة الأوضاع بمدينة سليانة وسط غرب تونس التي شهدت احتجاجات للمطالبة بإقالة المحافظ وتحقيق التنمية، حيث كلفت الحكومة التونسية المسؤول الثاني في محافظة سليانة شمال غرب تونس بإدارة شؤون المحافظة إلى حين اتخاذ القرار المناسب في أقرب الآجال، ولم يتضح إن كان الوالي الحالي أقيل من مهامه. وجاء التكليف بمقتضى اتفاق وقعته الحكومة مع الاتحاد العام التونسي للشغل عقب جلسة تفاوض بين الطرفين حول الأوضاع في المحافظة. كما اتفق الطرفان على تهدئة الأوضاع وإزالة كل مظاهر التوتر والاحتقان وعلى تفعيل الحوار أداة في حل القضايا والمشاكل العالقة، من أجل دفع مشاريع التنمية والتشغيل بالجهة مع التأكيد على إيلاء العناية الطبية الضرورية لكل جرحى ولاية سليانة. وقد عاد الهدوء إلى مدينة سليانة بعد مواجهات على مدى خمسة أيام متتالية بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بعزل المحافظ.