الإليزيه يريد علاقات قوية مع الجزائر كمخرج للأزمة الاقتصادية أكد عميد مسجد باريس بفرنسا، الدكتور دليل أبو بكر، في تصريح ل”الفجر”، أن السلطات الفرنسية الجديدة ممثلة في الرئيس فرانسوا هولاند مقتنعة بأنه لا سبيل للتخفيف من الأزمة التي تتخبط فيها سوى بناء علاقات قوية مع الجزائر، مضيفا أن الجزائر بريئة من موجات التطرف الديني في فرنسا، والتي تستهدف مصالح الجزائر. قال الدكتور دليل أبو بكر، في لقاء مطول مع ”الفجر” بمكتبه في العاصمة الفرنسية باريس، إن التطرف الديني وانتشار خلايا التنظيمات الإرهابية بأوروبا بصفة عامة، والتراب الفرنسي بصفة خاصة ليس له أي صلة بالجالية الجزائرية المقيمة هناك، والدليل على ذلك حسب المتحدث أن الجزائريين كانوا ولا يزالون أحسن السفراء للديانة الإسلامية المعتدلة بفرنسا، حيث يبلغ عدد المساجد المسيرة من طرف الجزائر أحسن تسيير 75 بالمائة من إجمالي المساجد على التراب الفرنسي. وأضاف المتحدث أن خزان التيارات الإسلامية المتطرفة وزعمائها بفرنسا ليسوا من الجزائريين، فضلا عن كون هذه التيارات، بما فيها القاعدة والتيارات السلفية المتطرفة تعمل بكل وضوح ضد مصالح الجزائربفرنسا وكامل القارة الأوروبية. وحسب نفس المصدر فإن التنظيمات الإرهابية التي تمكنت من الدخول إلى أوروبا شوهت صورة الجزائر أكثر من اللزوم، خاصة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي صعّد اللهجة ضد الجالية الإسلامية من الجزائريين في السنتين الأخيرتين من عهدته، حتى أصبح العداء للإسلام والجزائر سياسة حكومية واضحة من تيار اليمين الذي يقوده ساركوزي ولوبان وغيرهما من الناقمين على الجزائر. وعن شغور منصب الجزائر في مجلس الديانة الفرنسي، الذي قاطعت الجزائر انتخاباته الأخيرة بسبب التمييز الذي حصل في آخر انتخابات ما بين الجاليتين الجزائرية والمغربية حتى عاد لهذه الأخيرة، قال أبو بكر إن ”المفاوضات مستمرة بين الجزائر ووزارة الداخلية الفرنسية للعودة إلى مجلس الديانة الإسلامية بفرنسا، لكن بالشروط التي تراها الجزائر مناسبة، خاصة وأن تعداد المسلمين الجزائريينبفرنسا يمثل 90 بالمائة من الجاليات الإسلامية بفرنسا”. وعن مستقبل العلاقات الجزائرية الفرنسية، قال عميد مسجد باريس إن السلطات الفرنسية الجديدة ممثلة في هولاند مقتنعة كل الاقتناع أنه لا مخرج لها من أزمتها سوى ببناء علاقات قوية مع الجزائر”، مضيفا ”أن الرئيس هولاند يعرف هذا جيدا، ونقله لي في مختلف لقاءاتي به قبل وبعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة”. واسترسل محدثنا في هذا الصدد بأن اليسار الذي يحكم فرنسا اليوم له طموح في تجسيد ما كان يطمح إليه الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، في العلاقات بين الجزائروفرنسا. وقال أبو بكر أيضا إن من بين أخطاء فرنسا عدم توطيد علاقاتها مع الجزائر غداة الاستقلال سنة 1962. على لونغي الاعتذار عن إساءته للثورة وفيما يخص الخرجة غير الأخلاقية لوزير الدفاع الفرنسي الأسبق، جيرار لونغي، على مطالب الجزائر بالاعتذار والاعتراف والتعويض عن الجرائم الاستعمارية، أكد دليل أبو بكر أن ما قام به لونغي في غير محله، وأن من الأخلاق تقديم الاعتذار، لأن الثورة التحريرية الجزائرية وشهداءها شيء مقدس، كما لا يحق لأي كان أن يقوم بتصرف كالذي قام به هذا الأخير.