أعلن عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، أن المسجد سيتولى مراقبة هلال شهر رمضان في فرنسا وإعلان أول أيام الصيام، بشكل مستقل عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، في أولى خطوات ''التصعيد'' التي قررها المسجد بعد استقالته من إدارة مجلس الديانة، وذكر أبو بكر ل''الخبر'' قائلا: ''انتهى زمن احتقار مسجد باريس''. فسخ عميد مسجد باريس الكبير، آخر ''حبال الود'' التي كانت تربط المؤسسة القريبة من السلطات الجزائرية، بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بإعلان المسجد استقالته من إدارة مجلس الديانة بسبب ''سوء التسيير الذي يقوم به المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والتفرد بالحكم''، وقال دليل أبو بكر ل''الخبر'' بخصوص القرار: ''اليوم وضعنا حدا لكل أشكال احتقار مسجد باريس الكبير ومحاولات إبعاده من خارطة الديانة الإسلامية نهائيا''. ولن ينتظر مسجد باريس طويلا، لتجسيد قرار خروجه عن ''طوع'' مجلس الديانة الإسلامية الذي تأسس باقتراح من نيكولا ساركوزي عام 2003 (كان يشغل منصب وزير للداخلية)، وقال دليل أبو بكر: ''يوم التاسع عشر من الشهر الجاري سنجمع لجنة الأهلة ترقبا لهلال رمضان''، ومعلوم أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هو الذي كان يتولى جمع لجنة الأهلة ترقبا لرمضان وعيد الفطر، ما يعني احتمال ظهور إعلانين متخالفين للصيام، وعلى الأرجح يسعى مسجد باريس ''اختبار'' وعاء المنتسبين لقراراته وهي الجالية الجزائرية، أكبر جالية مسلمة في فرنسا. وقد اتخذ مسجد باريس، أول أمس، قراره بعد أسبوعين من إعلان مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تعديلا لأنظمته لكي يشرك فيه رسميا ''مجمل مكونات الإسلام في فرنسا''، واحتج المسجد على النظام الانتخابي الذي يعتمد على المساحة (مساحة المساجد) ولا يعتمد على التمثيل البشري، ما جعل الجالية الجزائرية ممثلة بأقلية. وأخلط القرار أوراق الرئيس فرانسوا هولاند، وقال وزير الداخلية مانويل فالس إن السلطات تأسف ''للانقسامات والحسابات الشخصية والتنافس'' السائد داخل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وأعرب عن أمله في ''أن يكون مكرسا فقط للمسائل المتعلقة بالديانة''. ويصف عميد مسجد باريس مجلس الديانة الإسلامية ب''الهيئة التي تعمل ضد مسجد باريس، لقد جسد مكيدة تستهدف المسجد، وتعمل على احتقاره، التقليل من مساحته ونفوذه.. اليوم انتهى زمن الاحتقار''، يقول دليل أبو بكر، ولفت قائلا ''منذ 2003 أحسسنا ببداية التهميش لما أعطونا تمثيلا لا يجسد حقيقة المسجد، وضعونا في خانة الأقلية رغم أننا الأغلبية، وجرت نقاشات مع ساركوزي في تلك الفترة لكن لم يتغير شيء''. وأضاف ''في 2008 لم نشارك في انتخابات مجلس الديانة وجاءنا وزير الداخلية كلود غيان راجيا المشاركة فقررنا، بعد إلحاح ووعود بتغيير الوضع، المشاركة بشخصين، وقبل نحو عام وجدنا أن الوضع ظل على حاله فقررنا في اجتماع ''ليل'' الذي شارك فيه وزير الجالية حليم بن عطا لله عدم المشاركة نهائيا''، وسألت ''الخبر'' عن تصنيف الصحافة الفرنسية للقرار الجديد على أنه ''سياسي بين الجزائر والمغرب'' قياسا ل''هيمنة'' الجالية المغربية على مجلس الديانة، فقال ''السلطات الجزائرية تتابع فقط قرارات الجالية وقرارات المسجد لكنها في النهاية تدعم جاليتها وتدعم قراراتها''. وأوضح يقول ''الأمر واضح هنا، السلطة الجزائرية تدعم قرارات الجزائريين والمغرب أيضا وتركيا كذلك''، لكن ''من هي الأغلبية والأقلية؟ الجواب واضح''، وكشف دليل أبو بكر أن وزارة الشؤون الدينية قررت إرسال 45 إماما إلى مساجد فرنسية في شهر الصيام ''هذا دعم من سلطات بلدنا ونحن شاكرون''، كما كشف عن زيارة لوزير الشؤون الدينية، أبو عبد الله غلام الله، لفرنسا في ال16 من الشهر الجاري للمشاركة في الانتهاء من أشغال ترميم في المسجد على مستوى السقف''.