كشف عميد مسجد باريس، دليل أبو بكر، عن عدم رضا مسلمي فرنسا إزاء تعامل الإدارة مع ممثلي الديانة الفرنسية. وقال إن المسلمين ''غاضبون'' وقصد ''رفض الإدارة الفرنسية التعاطي مع مطالب رفعها مسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية لمراجعة عدة أمور، منها ما يتعلق بمجلس الديانة الفرنسية''. أفاد دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس، ل''الخبر''، بأن اجتماعا عقد، أمس، لتوضيح الصورة للإدارة الفرنسية، ويحاول مسجد باريس ''فرض شروطه'' بمجيء فرنسوا هولاند إلى الحكم خلفا للرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، الذي يعتقد أنه ظل يحابي المجلس الأعلى للديانة الفرنسية على حساب مسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية. وشرح دليل أبو بكر ل''الخبر'' دعوى التحرك الجديد قائلا: ''أعتقد أن صبرنا قد نفد بعد نحو عام من المراسلات للإدارة الفرنسية كي تعيد النظر في عدة أمور تتعلق بالنظام الذي يضبط عمل وتشكيل وانتخاب مجلس الديانة الإسلامية''. ومجلس الديانة الإسلامية مشروع نفذه نيكولا ساركوزي، في 2003 لما كان يشغل منصب وزير الداخلية، لكنه بمرور الزمن تحول إلى جهاز يحتكم لقواعد سياسية وفق ''مزاج'' السلطات الفرنسية في علاقاتها بالدول التي تنحدر منها الجالية المسلمة. ويرأس المجلس محمد موسوي، المقرب من المغرب، بعد أن قاطع مسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية الانتخابات التي جرت العام الماضي بدعوى عدم عدالة شروط الانتخابات، معترضين على كيفية تعيين المندوبين المرتبطين نسبيا بمساحة أماكن العبادة. وذكر دليل أبو بكر أن ''مسجد باريس تمنى حدوث تغيير ما مع مجيء هولاند للحكم، إلا أن المؤشرات الواردة لحد اللحظة لا تبشر بخير''. ولفت إلى أن ''الأمور لم تتغير حتى من ناحية الاتصال مع الإدارة الفرنسية، والحال بقي كما هو مثلما كان عليه لما قاطعنا الانتخابات''. وأعاب دليل أبو بكر على مجلس الديانة الإسلامية ''تفرده بالقرار''. ولفت يقول: ''المجلس يأخذ مبادرات دون استشارة أحد ودون أدنى حوار، وإذا بقي الأمر هكذا فنقول للمجلس تصرف وحدك ولنا مواقفنا لوحدنا''. ويعيب مسجد باريس على الإدارة الفرنسية ''إبداءها نوايا حسنة، لكن الأفعال منعدمة''. وتحدث عن ''حوار ومراسلات وإجابات إيجابية ترد، لكن التطبيق منعدم''. وأشعر الإدارة الفرنسية بأن مسجد باريس واتحاد المنظمات الإسلامية التي توافقه الرأي ''على أبواب اتخاذ قراراتها لوحدها''. وسألت ''الخبر'' دليل أبو بكر عن بعض هذه الخيارات فقال: ''مثلا ثبوت رؤية هلال رمضان القادم يجب أن يتم بالتوافق بين كل الممثلين للديانة الإسلامية، بينهم مسجد باريس واتحاد المنظمات''. وأضاف: ''خياراتنا تعكس شيئا واحدا أننا مللنا من الألاعيب''. وسئل إن كان مسجد باريس قد راسل الرئيس الفرنسي المنتخب الشهر الجاري فرنسوا هولاند، فأجاب: ''نعم وقد أجابنا، لكنه فيما يبدو مشغول في سفرياته للخارج''. وأعاب دليل أبو بكر على وزير الداخلية الفرنسي الجديد ''اجتماعه الأسبوع الماضي في مرسيليا وبشكل رسمي مع حسن شلغومي وموسوي''. وقال: ''نرفض هذا الأمر تماما وفيه تجاهل واضح''. وشلغومي إمام مثير للجدل يحسب على الفكر العلماني، وكان من أشهر مواقفه التي فجرت سجالا بين مسلمي فرنسا قوله إن ''النقاب ليس من الإسلام''. وتابع دليل أبو بكر: ''نقول للوزير إن الإسلام في فرنسا لا يقوم بهؤلاء الناس، وإذا أرادت الإدارة الفرنسية العمل معهم فلها ما تريد ولنا ما نريد أيضا''.