تنظم شبكة وسيلة، اليوم بقصر الثقافة مفدي زكريا، بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال، يوما دراسيا تكريما للمجاهدة والمناضلة الراحلة مامية شنتوف، ومن خلالها مجموعة من مجاهدات وشهيدات حرب التحرير الوطني. تعود اليوم مامية شنتوف من خلال يوم تكرمي تنظمه شبكة وسيلة بقصر الثقافة مفدي زكريا، وهذا بالعودة إلى تاريخ نضال هذه المرأة التي كانت أول طبيبة تفتح عيادة خاصة بطب النساء في الجزائر، وأول رئيسة الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات. التكريم الذي تنظمه شبكة وسيلة المهتمة بالدفاع عن حقوق النساء وتساوي الفرص بين الجنسين، يأتي على هامش احتفال الجزائر باليوم العالمي لحقوق النساء ومرور خمسين سنة على استقلال الجزائر، ويهدف حسب المنظمين إلى تسجيل وقفة بين جيلين جيل الثورة وجيل الاستقلال، ويعود إلى نضال جيل من النساء قدم أفضل ما يملك للجزائر في وقت صعب جدا. الجدير بالذكر أن مامية شنتوف، التي سيقف اليوم التكريمي عند ذكراها، غادرتنا قبل أشهر عن عمر يناهز 90 عاما بعد مسيرة حافلة كانت فيها دائما في الصفوف الأولى للقضية، سواء إبان الاستعمار أو بعد الاستقلال. مامية شنتوف بدأت النضال الثوري وعمرها 16 عاما، وكانت منذ دراستها الثانوية قد أعلنت انخراطها في النضال من اجل حق النساء في فرصة كريمة، حيث اختارت موضوعا دراسيا غير مطروق من قبل “كيف يمكن أن تفكر النساء المسلمات في تحررهن”. وقد حصلت المراهقة يومها على علامة 17 من عشرين أمام ذهول كل زملاء القسم وحصدت تهاني أستاذها الذي لم يسبق له أن منح علامة فوق 13 قبلها. وجهها والدها لدراسة “طب النساء” حتى صارت قابلة التحقت في 8 نوفمبر 1942 بجامعة الجزائر وأنهت دراستها في طب النساء، وكانت أول من فتح عيادة في القصبة. وعلى غرار والدها تأثرت مامية بأفكار حزب الشعب الجزائري، في عام 1943 شاركت في أول خلية ل”أحباب البيان والحرية” التي احتضنتها الجامعة وضمت العديد من الأحزاب القومية. في أول ماي 1945، شاركت في المظاهرات التي أشرف عليها حزب الشعب، وكانت ضمن الجماعة التي هندست للمظاهرات رفقة أخواتها في النضال، كما ساهمت في علاج جرحى تلك المظاهرات. في 1946، اختيرت لتكون نائبة لرئيس جمعية الطلبة المسلمين الجزائريين لشمال إفريقيا، وفي 1947 شاركت في بعثة جمعية النساء المسلمات الجزائريات التابعة للحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية، وصارت رئيسة لنفس الجمعية التي عقدت أول جمعية عامة لها عام 1947. بعد زواجها من المجاهد والمحامي عبد الرزاق شنتوف، اقتنعت بأفكار جبهة التحرير وتركت حزب والدها وانضمت إلى الأفلان، ومن خلال عملها كقابلة استغلت مامية هذه المهنة لتنشر الفكري الثوري في أوساط الجزائريات في العاصمة في أول ماي، الحراش والقصبة. طردت من البلاد في عام 1955 نتيجة نشاطها الثوري، لكن أياما بعد حل الجمعية الوطنية الفرنسية ورفع حالة الطوارئ، عادت مجددا مامية إلى النشاط ضمن قواعد جبهة التحرير الثورية، شاركت إلى جانب زميلاتها في إيواء العديد من زعماء الثورة أمثال بن يوسف بن خدة وعبان رمضان. تم توقيف مامية إلى جانب الكثير من الأسماء، وبعد إطلاق سراحها غادرت إلى تونس، حيث التحقت بزوجها الثوري هناك حيث ساهمت في نقل الصوت الثوري الى عدة محافل دولية من حلال عمليها في أول تنظيم للإغاثة في الجزائر. بعد الاستقلال التحقت بمعهد العلوم السياسية وكانت من الدفعة الأولى التي تخرجت عام 1965. ترأست عام 1966 أول اتحاد نسائي جزائري، واستقالت منه بسبب قانون الأسرة، حيث كانت مامية من المعارضين للبند الذي يسمح بالجمع بين الزوجات، وانسحبت إثرها من الحياة السياسية إلى أن وافتها المنية قبل 3 أشهر في عزلة وصمت.