احتضنت، أمس، دار الثقافة نوار بوبكر لولاية أم البواقي، أشغال الدورة الثانية للملتقى الوطني حول الأديب الراحل الطاهر وطار، بحضور مختصين في الأدب ودكاترة من مختلف جامعات الجزائر، ويهدف الحدث الذي يستمر إلى غاية ال 13 من الشهر الجاري تحت شعار ”الرواية الجزائرية ورحلة الخمسينية” إلى إبراز البعد الوطني في كتابات الرجل وآثارها على المجتمع الجزائري”. عالج المشاركون في الملتقى ثلة من المحاور والقضايا انطلاقا من الكتابات والأعمال المختلفة ل”الطاهر وطار” الذي عمد في بعضها إلى تصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي اتخذها الناس منهجا في حياتهم حسب مصادر ل”الفجر”، ونوّه المتدخلون إلى جملة من النقاط على غرار ما تعلق بكتاباته الكثيرة حول الإيديولوجية والتجريب”، ”البعد الإنساني وعالمية الرواية الوطارية”، بالإضافة إلى موضوع ”الخطاب الروائي ومضامين الهوية”، إشكالية ”الكتابة الروائية الجزائرية وأبعادها الاجتماعية”، ”الخطاب الروائي بين جدلية الماضي والحاضر” وأخرى على غرار ”الوعي الثوري في الأعمال الروائية”. كما سيحاول الأساتذة طيلة أيام التظاهرة الفكرية التطرق إلى كتابات الراحل وعلاقتها بالثورة التحريرية من حيث الرمز والدلالة لاسيما المداخلة التي ينتظر أن يلقيها الأستاذ عبد الحميد هيمة حول الأبعاد الثورية في رواية الشمعة والدهاليزّ”، دون نسيان ما ذكره شريف حبيلة من جامعة تبسة عن البعد الاجتماعي والسياسي معا في الرواية نفسها، إلى جانب معالجة هذه الأمور التي تبرز تمتع بالروح الوطنية من خلال روايته الشهيرة ”رواية قصيد في التذلل”، واستعرضت في الصدد ذاته رزيقة طاوطاو من جامعة أم البواقي مداخلة بعنوان ”الشخصية الثورية في روايات الطاهر وطار”. يذكر أن النقاشات والمداخلات ستستمر إلى غاية اليوم الأخير من الحدث حول عديد المواضيع في محاولة لإماطة اللثام عن الإرث الأدبي الكبير الذي تركه الطاهر وطار، بدءا من عدة محاور أهمها ”شعرية العتبات عند الطاهر وطار بين الإيديولوجية والاجتماعية، ”الكتابة والتجريب وماهية التراث الشعبي في أعماله”. هذا وتميز اليوم بتنظيم نشاطات فنية وثقافية احتفاء بالراحل وبما قدمه للأدب الجزائري طوال سنوات حياته، فتم تقديم عرض مسرحي حمل عنوان ”النار والنور”، وتنظيم مساء اليوم أمسيات شعرية منوعة ينشطها عدد من الفاعلين في الحقل الأدبي.