كان واضحا وجليا أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، جاء ليأخذ لا ليعطي جاء ويده العليا وأيدي مسؤولينا ولا أقول أيدينا هي السفلى، فالرجل ما إن وطئت قدماه أرضية مطار الرئيس الكبير الراحل هواري بومدين، حتى تأكد من أن مستقبليه ليسوا من القوة والحكمة بأن يقفوا ندا له في الفاوضات مهما كانت وأصغر من أن يرفضوا له طلبا، وازداد يقينا حين حوصر بمهرجان من القبل ووابل من البوس وبروتوكولات لا قبل له بها واستقبال جماهيري لم يحلم به طيلة حياته النضالية ولا أعتقد أنه سيتكرر حتى في الجزائر بعد أن تستفيق من هذه الصدمة أو هذا التخدير... كان محقا أحد الأصدقاء حين نبهني إلى أن ”مظاهر التخلف متعددة لكن عندنا ظهر التخلف في أقوى صوره! في مصر مثلا عندما زارها رئيس أكبر دولة في العالم لم نشاهد مثل هذا التزلف الذي يحدث عندنا كلما زارنا حكام الإليزي” رغم أن مصر كان يحكمها أسخف وأتفه وأرخس حاكم عرفه التاريخ...”، السؤال الذي يطرح هل كان الشعب الفرنسي سيخرج ويصطف على جوانب الطرقات ويتزاحم لاستقبال رئيس جزائري؟؟ وهل بوسع الرئيس الفرنسي ومن ورائه حزبه وأجهزة الدولة أن ترغم الناس لمثل هذه العادات السخيفة والمقززة؟! نعم يا صديقي لقد بلغ منا الهوان مبلغه وأصبح شفاؤنا من هذه الروح الإنهزامية بعيد المنال ولن نرفع رؤوسنا التي انحنت لتقبيل اليد المتسخة للسيد هولاند إلا بزوال عدة أجيال منا.. لعل وعسى... علينا الاعتراف بأن العزة والكرامة قيم نبيلة نحن أبعد عنها بعد فرنسا ومسؤوليها عن الاعتراف بجرائمها ومآسيها.. ثم لمن تعترف لشعب حر أم لشعب ما زال مستعبدا؟؟؟