عرفت سنة 2012 عديد المستجدات التي تتعلق بالرياضة الوطنية؛ حيث يمكن القول إن حلوها كان أكثر من مرها. ورغم أن هناك الكثير من المحطات البارزة إلا أننا سنحاول أن نذكر أهمها.. في هذه السنة عاد المنتخب الوطني إلى الواجهة وتأهل إلى كاس أمم افريقيا، بعد أن غاب عن هذا العرس عن العرس القاري الماضي. ويعود الفضل في ذلك للتقني البوسني، وحيد حليلوزيتش، الذي أعاد روح الفريق والمجموعة للمنتخب بفضل عمله الكبير؛ حيث بات هجوم الخضر أقوى نقطة تحسب له، ولم يعد المناصر الجزائري يقلق حين يشاهد ”الخضر” يلعبون، ومع ”حليلو” فقط فكت عقدة اللعب خارج الجزائر، خاصة في أدغال إفريقيا. اعتزال صانعي ملحمة أم درمان في ربيع 2012 ظاهرة أخرى ميزت الكرة الجزائرية، هي اعتزال أبطال أم درمان جماعيا، وهم عنتر يحي، نذير بلحاج، وكريم مطمور؛ حيث أسالت هذه القضية الكثير من الحبر، خاصة أنها جاءت في وقت كان المنتخب الوطني في أمس الحاجة لخدماتهم من أجل رد الاعتبار إليه والعمل على العودة إلى منافسة كاس أمم افريقيا، لكن الركائز الثلاثة قررت أن تترك المنتخب الوطني دون عودة وسط الكثير من علامات الاستفهام.. فيغولي، بلفوضيل وغولام يزاحمون الكبار في ”توب 20” ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد قابل اعتزال هؤلاء وصول وجوه جديدة بفضل قانون الباهاماس، والذي استفاد المنتخب الوطني منه كثيرا، ومن هؤلاء: فيغولي، بلفوضيل وأخيرا غولام، حيث سيشارك مع ”الخضر” في كأس أمم إفريقيا المقبلة. عودة المنتخب إلى مصاف الكبار لم تقتصر على النتائج الفنية فقط بل قد صار من بين أفضل عشري 20 ن منتخبا عالميا، حسب ”الفيفا” باحتلاله المركز التاسع 19 عشر في ترتيب نوفمبر وديسمبر، وهو أفضل ترتيب للخضر على مر التاريخ. الأندية الجزائرية واصلت فشلها الذريع قاريا ولا أثر للاحتراف ورغم أن البطولة الجزائرية دخلت عالم الاحتراف للعام الثاني، إلا أنها واصلت فشلها القاري الذريع رغم كل ما تتوفر عليه من إمكانيات مالية، ولم تستطع مقارعة أندية دول الجوار للاحتراف في موسمه الثاني، وعرف ذات المشاكل وصار على الورق أكثر منه في الواقع.. فلا اللاعبون احترفوا ولا الإدارة احترفت ولا الحكام ولا حتى المناصر البسيط، دون أن ننسى المهازل المتعلقة بالتحكيم الذي قيل عنه الكثير، وقضية شراء ذمم اللاعبين، كحادثة الساورة وشباب باتنة، قبل أن يندثر الملف لأسباب لا يعلمها إلا المسؤولون عن هذه المهازل. عودة بلعباس والساورة إلى مصاف الكبار وخلال موسم 2012 أيضا شهدنا عودة نادي اتحاد بلعباس لأندية النخبة والقسم الوطني الأول، بعد سنوات طويلة في الأقسام السفلى ورافقه صعود تارخي لممثل الجنوب الغربي، مثله مثل شبيبة الساورة، الذي صعد هو الآخر بعد موسم رائع، ليخلف اتحاد بسكرة الذي سبق أن مثل الجنوب الشرقي في مواسم سابقة. مهزلة الملاعب الجزائرية و”مزرعة 5 جويلية” خلال سنة 2012 أيضا عرفت الساحة الرياضة الجزائرية، تواصلت كوارث الملاعب، ولعل أبرزها مهزلة ملعب 5 جويلية أو”المزرعة” كما يفضل الشارع الرياضى أن يطلق عليها، لتستمر معاناة أفضل ملعب في الجزائر بسبب المصالح الضيقة للمسؤولين، الذين يفضلون أن تستمر مصالحهم ولو كان ذلك على حساب سمعة البلد، ويكفي أن العالم كله ”ضحك” علينا بعد لقاء البوسنة. تألق مخلوفي في أولمبياد لندن.. وأبطال رياضة المعاقين في الموعد كما عاش الجميع، خلال هذا العام، تألق نجم من الشرق الجزائري، العداء توفيق مخلوفي، الذي كان منقذ الجزائر من الفضيحة بعد تتويجه بالذهب في أولمبياد 2012، حيث كان ابن مدينة سوق اهراس بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة، وتغطي مهازل الرياضة الاولمبية التي أنجبت مرسلي وبولمرقة. وبمقابل تألق مخلوفي وجنيه للذهب واصلت فئة ذوي الاحتياجات الخاصة حصد النتائج الممتازة وشرفت الجزائر في لندن أيضا، بعد تتويج عديد الرياضيين بالميداليات الذهبية، ليؤكدوا من جديد أنهم أفضل بكثير من أولئك الذين لا يعانون من أي إعاقة.