تلقى العديد من العائلات الجزائرية صعوبات كبيرة خلال رحلة البحث لإيجاد مكان يليق بها للراحة والتنزه، كما يستاء الكثير من الأشخاص خاصة أولئك الراغبين في تمضية أوقات العطل في أجواء عائلية مرحة، بعدما باتت أغلب المناطق مجرد نقاط سوداء مع تحولها إلى فضاءات لممارسة الرذيلة والانحراف أمام مرأى الجميع رغم المطاردات الأمنية لمحاربة هذه الظواهر الغريبة التي غزت المجتمع الجزائري. “شبه أماكن”،”نقاط سوداء” مفاهيم غزت الوسط الأسري أصبحت بعض المناطق العمومية بالعاصمة عبارة عن نقاط سوداء بمفهوم القاموس الجزائري، بعدما تحولت إلى مناطق مشبوهة عقب تحويل الكثير من الشبان مثل هذه الأماكن من مساحات خضراء إلى فضاءات مجانية ل”العشاق” ضاربين بذلك حرمة الحدائق العمومية عرض الحائط، على غرار حديقة الألعاب والتسلية ببن عكنون، وأكبر فضاء سياحي برياض الفتح، إضافة إلى عدد من الشواطئ، حيث بات من المستحيل بل من “العار” التوجه رفقة العائلة إلى هذه الأماكن أو”شبه أماكن” كما فضل الكثير تسميتها. وفي السياق، أكد العديد من سكان بلدية المدنية، المحاذية لمقام الشهيد، أن لعبة المطاردة بين أعوان الأمن وشبان يرتادون هذه الأماكن لقضاء حاجات “معينة” وانتشار الرذائل، أصبحت قيودا مانعة للخروج والترفيه، خاصة إذا تزامن ذلك مع العطل المدرسية، ما فرض على المواطنين الخروج مساء للتفادي المشاهد اللاأخلاقية لمسلسل مشبوه ورديء لم يعرف حلقته الأخيرة إلى غاية اليوم، ما جعل السلطات المسؤولة عن الديوان تعرض أزيد من 100 محل للغلق لأسباب رغم تعددها إلا أن مبررها واحد وهو تحول المحلات إلى أوكار لممارسة الدعارة. ليس بعيدا، وفي موضوع ذي صلة، يرى الكثير من الأشخاص أنه من المنطق أن تكون حديقة الألعاب والتسلية ببن عكنون الحاضن الأول لأكبر عدد من الزوار، إلا أنها حسبما جاء على لسان العديد من الأشخاص، كانت تعيش جوا من “الاحتضار” ودخولها غرفة الإنعاش أضحت اليوم شبيهة بمصلحة حفظ الجثث. فالعابر أمام أسوار أكبر فضاء رمزي بالعاصمة لا يجذبه إليها أي شيء، فشغورها من الوافدين، عدا الذين اتخذوا من مساحاتها الخضراء ومطاعمها ساحة للتعري والمخدرات وممارسة الرذيلة.. فلا فن ولا ثقافة ولا أشياء جميلة. حديقة الحامة والفضاءات التجارية متنفس الأسر حاليا في الوقت نفسه اختارت الكثير من العائلات حديقة الحيوانات وقصر المعارض والفضاءات التجارية، التي سجلت أكبر عدد للزوار خلال العطلة الشتوية المنصرمة، إذ أصبحت القبلة والمتنفس الوحيد الذي يتماشى ومبادئ الأسر المحافظة. وفي هذا الصدد قالت نبيلة، أم ل3 أطفال:”بعدما بات من الممنوع اللجوء إلى أكبر المنتزهات بالعاصمة أصبحت حديقة الحيوانات بالحامة الوجهة المفضلة لي ولأطفالي لما تتوفر عليه من أمن ومراقبة”. وهو نفس رأي يامنة، أم ل 4 أربعة أطفال، التي أضافت أن التجول في أروقة الفضاءات التجارية المعدودة صار أفضل للأسف من أماكن باتت من النقاط السوداء بالعاصمة مع غياب أدنى شروط الاحترام بعيدا عن الرقابة.