عاد مختصون وخبراء استراتيجيون إلى أبرز الأسباب التي دفعتهم لإعداد كتاب يوثق لأحداث الربيع العربي التي انطلقت شرارتها من تونس ثم مصر، ليبيا وسوريا اليوم، كما كشفوا فيه حقائق مثيرة كانت وراءها أمريكا وإسرائيل بتواطئ من جهات إسلامية وحكومات عربية موّلت مشروع ما يطلق عليه ب ”الربيع العربي”. أكدت وزيرة التضامن السابقة سعيدة بن حبيلس رفقة ايف بونيت وريتشارد لابيفيار المحقق التلفزيوني، في ندوة أقيمت، أمس، بمنتدى جريدة ”المجاهد”، بخصوص تقديم الكتاب الموسوم ب ”الوجه الخفي للثورات العربية”، على أنّ فكرة إعداد هذا العمل جاءت نتيجة الزيارات التفقدية التي قامت بها رفقة الخبراء المساهمين في كتابة العمل، إلى ليبيا، سوريا ومصر، وبعد الصورة المضخمة والمفبركة من قبل بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية التي انحازت للشارع العربي بأمر أمريكي، وكذا بهدف إبراز حقيقة هذه الإحداث وتوثيقها للباحثين والدارسين في التاريخ وكذا تكذيب ما روّجت له الصحف والقنوات التلفزيونية العميلة، وفي هذا الإطار اعتبر ايف بونيت، مدير المركز الدولي للبحث في شؤون الإرهاب، أنّ ما حدث من فوضى في الوطن العربي يعود إلى استراتيجية أمريكية محضرة مسبقا وتشترك فيها بعض الجهات الإسلامية والحكومات العربية لاسيما السعودية وقطر، بهدف زعزعة استقرار المنطقة والإطاحة بالدول الوطنية وإحلال مكانها أنظمة تتماشى والسياسة الأمريكية في شتى المجالات، معتبرا أنّ هذا التغيير لم يعكس متطلعات الشعب بل أتى خصيصا لفرض الامبريالية الاقتصادية والسياسية بهذه الدول. أمّا ريتشارد لابيفيار، فيعتقد بأنّ ما يدور في سوريا هو حرب أهلية سعت لإحداثها دول مجاورة على غرار السعودية وقطر اللتين مولتّا المعارضة لإسقاط الأسد وإضعاف دولة إيران التي فرضت منطقها على إسرائيل والولايات المتحدة. يذكر أنّ كتاب ”الوجه الخفي للثورات العربية” أعده خبراء وباحثون في المعلومات برئاسة ايف بونيت، وهم: الجزائرية بن حبيلس سعيدة، التونسي مزري حداد، إريك دنيسي، ألكسندر يفي، آلان شوي من فرنسا، ماجد نعمة من سوريا، أحمد بن سعادة وغيرهم. حيث يتناول جملة من المواضيع تكشف حقيقة الثورات العربية التي لم تنشد أبدا الديمقراطية أو الحرية، من خلال الثورة التونسية، المصرية، الليبية والسورية.