اعتبرت لويزة حنون أن طبول الحرب بدأت تقرع على مقربة من الحدود الجزائرية. وقالت إن الفوضى واللاأمن ظلالهما مرسولة على طول الشريط الفاصل بين الجزائر ومالي. أفادت الأمينة العامة لحزب العمال، باعتبارها المنسقة الأولى للوفاق الدولي للعمال والشعوب، خلال افتتاح أشغال التنسيقية العالمية، بمقر الحزب أمس، التي يشارك فيها ممثلون للوفاق بالقارات الخمس، بأن العدوان على مالي، الذي استبق بدعوات للتدخل العسكري لطرد التنظيمات المسلحة من الشمال، سيمتد على طول 1350 كلم، إضافة إلى 950 كلم أخرى من الحدود مع الجارة الشرقية ليبيا، التي تعتبر هي الأخرى ضحية قوات حلف الأطلسي. وخاطبت حنون المشاركين بالقول: ''النتيجة أن الجزائر أصبحت محاصرة بالفوضى ومستهدفة في ثرواتها ومداخيلها المالية وسوق إعادة إعمارها''. كما أضافت: ''كل شمال إفريقيا ومنطقة الساحل مستهدف بالحروب التفكيكية، رغم أن المنظمات الإفريقية وفي مقدمتها اتحاد النقابات الإفريقية طالبت، في مؤتمرها الأخير المنعقد بالجزائر، بضرورة تفادي التدخل العسكري في مالي ورافعت لصالح الشروع في حملة التعبئة لإيقاف هذا العدوان المحتمل''. وساوق المتدخلون المشاركون في اللقاء نظرة حنون، في إجماع التنسيقية على التحذير من التدخل العسكري في مالي، واتفق هؤلاء على أن الجزائر أكثر من غيرها مستهدفة بالدرجة الأولى من التدخل الأجنبي. وتدخل المنسق الثاني للوفاق والأمين الوطني للحزب العمالي الفرنسي، دانيال غلوكستاين، ليقول إن ''كل الحروب التي قامت بها الدول الإمبريالية منذ سنة 1991 سواء في العراق أو أفغانستان أو ليبيا وما يحدث في سوريا وما يخطط له في مالي، حروب تفكيكية تهدف من خلالها لضرب سيادة الدول والشعوب ونهب الثروات''. على أن ''العدوان على مالي سيستهدف بالدرجة الأولى الجزائر التي ستكون أول الدول المتضررة من هذا العدوان، وسيستهدف ثرواتها وسيادتها، وهي التي احتفلت منذ فترة قصيرة بالذكرى الخمسين لاستقلالها''. وقالت حنون إن حزبها يناهض الحرب والاستغلال، وسخرت كل طاقاتها النضالية واستخدمت كل المنابر في سنة 2012 للتحذير من التدخل العسكري في مالي وللدفاع عن سيادة ووحدة الجزائر، مثمنة موقف الدولة الجزائرية بخصوص الأزمة في مالي، من خلال سعيها لإيجاد حل سياسي سلمي ما بين الفرقاء الماليين ''لتجنيب مالي حربا تفكيكية قبلية''.