حذرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون السلطة الجزائرية من مغبة الانصياع للضغوطات الأجنبية التي تمارسها الادراة الأمريكية و الدول الأوروبية خاصة فرنسا لإقحامها في المستنقع المالي، و تكون بذلك طرف في اللعبة التي تحاك ضد منطقة الساحل، محذرة في السياق من العواقب الوخيمة على شعوب المنطقة جراء هذا التدخل الذي باشرته فرنسا، بينما دعت إلى تفادي توريط الجيش الجزائري في الحرب المشتعلة هناك. اتهمت، أمس، " لويزة حنون " خلال ندوة نشطتها بمقر حزبها و التي تناولت موضوع التطورات الخطيرة للأوضاع في منطقة النزاع في مالي ب الإمبريالية الفرنسية بممارسة الضغوطات على الجزائر من أجل جعلها تتبنى مواقف بخصوص قضية التدخل العسكري في منطقة مالي و الزج بها في ويلات حرب هي ترفضها بالأساس ، حيث اعتبرت أن الجزائر في الآونة الأخيرة صارت تمارس عليها مختلف أشكال الابتزاز و الذي بدوره يأخذ شكل التهديد الإرهابي المتعلق بمنطقة التوارق و كل ما له علاقة بالهوية الجزائرية لاسيما و أن قضية التوارق تعد مشتركة بين الجزائر ، النيجر و مالي و بالتالي فإن أي تدخل عسكري هناك يمهد لمخططات تمزيقية لتعميم الحرب في المنطقة و منه تقوية الجماعات الإرهابية ، وهو ما اعتبرته حنون بالمصير المماثل الذي كانت قد عرفته في السابق العراق . في سياق متصل ، أوضحت الأمينة العام لحزب العمال بأن الإمبريالية الفرنسية هي المسؤولة عن تغذية الجماعات الإرهابية في مالي ، مشيرة في معرض حديثها إلى دور الإعلام الفرنسي الذي يقوم بحملة دعاية لدفع السلطات الجزائرية للمشاركة في الحرب على مالي ، و يفي هذا الصدد حذرت حنون من الوقوع في فخ هذه الدعاية التي وصفتها بالمغرضة و التي تسى – على حد قولها – لاستدراج الجيش الوطني و جعله يشارك في الحرب و خاصة جعل الجزائر تدفع تكلفة الحرب من ميزانية المحروقات ، و في هذا الإطار أوضحت ذات المتحدثة بأن الإدارة الأمريكية منذ بداية الأزمة في مالي كانت تصر على القول بأن الجيش الجزائري يجب أن يدفع تكلفة الحرب و لهذا السبب كان يمارس عليها ضغوطات لجعلها تشارك بالقوة و تقبل بالتدخل العسكري العسكري ، غير ان السلطات الجزائرية – تؤكد حنون – أفشلت كل محاولات تدويل قضية التدخل الأجنبي و بالتالي فإن موقف الجزائر بخصوص هذا الأمر صار معروفا خاصة بعدتصريحات الوزير الأول سلال الذي كانت لهجته صارمة ، و في مقابل ذلك ، أشارت المتحدثة إلى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي فابيوس الذي كان من المحرضين على الحرب خاصة عندما كان يقول في كل مرة بأن الطائرات تمكنت من التحليق في السماء الجزائرية ، و هو ما اعتبرته حنون وسيلة ضغط مباشرة على الجزائر . من جهة أخرى ، اعتبرت زعيمة حزب العمال بأن السلطات الموجودة حاليا في مالي ليست منتخبة وإنما منظمة من طرف الإمبريالية الفرنسية ، و حتى الحركات الإرهابية الموجودة لها علاقة مباشرة مع المصالح الفرنسية في المنطقة ، و في هذا الخصوص ، ذكرت حنون بتصريحات الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر التي أكد فيها بالسعي من أجل التهدئة و الإعتراف بالجرائم المرتكبة في حق الجزائريين و هو ما يعتبر متناقضا حسبها حيث لا وجود للتطابق بين هذه التصريحات و مواقف فرنسا بخصوص الازمة في مالي التي شجعت على التدخل العسكري في أقل من شهر و تحاول تكرارنفسما وقع في الجزائر خلال الفترة الإستعمارية على مالي ، كما كشفت الأمينة العامة لحزب العمال بأن الحكومة الفرنسية تمسكت بزحف أنصار الدين كذريعة لتحقيق اهدافها و المتمثلة في الزحف في منطقة مالي ، كما أضافت بأن هجمات أنصر الدين على كونان تعد مفبركة لاسيما و أن الجميع على اطلاع بأن الأزمة في مالي هي بمثابة الإرتداد الأول حيث تتمثل المهمة التي وصفتها المتحدثة بالقذرة بالسعي لتفجير دول الشمال . من ناحية أخرى ، أشادت لويزة حنون بالدور الفعال لحزبها في مناهضة كل أشكال الحروب و التدخلات الأجنبية في الدول ، كما دعت الاحزاب ، أو النقابات و كل الجهات الفاعلة في المجتمع إلى التعبئة الواسعة حتى يتم تدويل موقف الجزائر الرافض لأن يكون طرفا في هذه الحرب .