ائتلاف المعارضة يطالب المجتمع الدولي بمساعدته كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه بصدد دراسة مدى نجاعة التدخل العسكري في الأراضي السورية، مبديا تخوفه من إمكانية التسبب في المزيد من أعمال العنف في المنطقة واستخدام السلاح الكيميائي، في وقت لوحت فيه روسيا على لسان رئيس وزرائها ديمتري مدفيدف بتراجع حظوظ الأسد في البقاء في السلطة بعد ارتكابه خطأ فادحا من خلال طريقة تعامله مع المعارضة، التي دعت خلال اجتماع دولي بباريس إلى ضرورة تجسيد وعود تقديم المساعدات على أرض الواقع. دعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى تقديم دعم ”ملموس” له سياسيا وماليا، جاء ذلك خلال اللقاء الدولي للمعارضة في باريس. وقال نائب رئيس الائتلاف رياض سيف في افتتاح الاجتماع أمس ”أن الشعب السوري يخوض حاليا حربا بلا رحمة.. الوقت ليس في صالحنا واستمرار هذا النزاع لا يمكن إلا أن يجلب كارثة على المنطقة والعالم”. وشدد سيف: ”لم نعد نريد وعودا لن تحترم”. من جانبه قال مضيف المؤتمر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه أمام انهيار دولة ومجتمع تبدو الجماعات الإسلامية مرشحة لتوسيع سيطرتها على الأرض إن لم يتم التحرك، وينبغي عدم السماح بتحول ثورة انطلقت في احتجاجات سلمية وديمقراطية إلى مواجهات بين ميليشيات، مضيفا أنه على المؤتمر أن يصدر إشارة، ولديه هدف ملموس يقضي بتزويد الائتلاف الوطني السوري بوسائل التحرك، مؤكدا أن ذلك يشمل الأموال والمساعدات بأشكالها كافة. وأضاف: ”تم إطلاق وعود، وبعضها نفذ لكن ليس جميعها، الأمر بعيد عن ذلك”. من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما إذا كان تدخل الولاياتالمتحدة عسكريا في الحرب الأهلية الدائرة منذ 22 شهرا في سوريا سيساعد في حل هذا الصراع الدامي أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور. ورد أوباما في مقابلتين على منتقدين الذين يقولون أن الولاياتالمتحدة لم تتدخل بما يكفي في سوريا حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد الملايين، وفقا لمسؤولي الأممالمتحدة. وتساءل أوباما في مقابلة مع مجلة”نيو ريببليك” نشرت على موقع المجلة على الأنترنت قائلا أنه في وضع كسوريا هل يمكن أن نحدث اختلافا في هذا الوضع؟. وقال أن عليه أن يوازن بين فائدة التدخل العسكري وقدرة وزارة الدفاع على دعم القوات التي مازالت موجودة في أفغانستان، حيث بدأت الولاياتالمتحدة سحب القوات المقاتلة بعد 12 عاما من الحرب. متسائءلا حول إمكانية حدوث أعمال عنف أسوأ أو استخدام أسلحة كيماوية في حالة التدخل العسكري، وكذا عن الوسلة التي من شأنها أن توفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد، وكيفية تقييم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونغو. وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المتجمعون في دافوس بسويسرا أنهم يتمنون لو كانت الولاياتالمتحدة أكثر مشاركة في قضايا جغرافية سياسية مثل الصراعين في سوريا ومالي، حيث تهاجم فرنسا متشددين مرتبطين بالقاعدة.وفي مقابلة مع برنامج ”60 دقيقة” في شبكة تلفزيون ”سي. بيآس”، رد أوباما بغضب عندما طلب منه التعليق على انتقاد بأن الولاياتالمتحدة أحجمت عن المشاركة في قضايا تتعلق بالسياسة الخارجية مثل الأزمة السورية. وقال أوباما أن إدارته شاركت بطائرات حربية في الجهود الدولية لإسقاط معمر القذافي في ليبيا، وقادت حملة لحمل الرئيس المصري حسني مبارك على التنحي. ولكنه قال أنه بالنسبة لسوريا فإن إدارته تريد التأكد من أن العمل الأمريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية. وقال: ”لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما نقدم على شيء دون أن ندرس بشكل كامل كل عواقبه”. وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، أن الرئيس السوري بشار الأسد تأخر كثيرا في تطبيق الإصلاحات السياسية، معتبرا أن ذلك كان خطأ فادحا، قد يكون قاضيا. وقال مدفيديف بحسب ما أوردته وكالات الأنباء الروسية، أنه كان عليه التحرك بسرعة أكبر ودعوة المعارضة السلمية التي كانت مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات معه. وأضاف مدفيديف: ”يبدو لي أن فرصه في البقاء (في الحكم) تتضاءل يوما بعد يوم”، كما صرح في حديث أدلى به لشبكة ”سي. آن آن” على هامش منتدى دافوس في سويسرا ونشرته وكالات الأنباء الروسية. كما أكد رئيس الوزراء الروسي موقف بلاده المتمثل في أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له أن يقرر مصير الأسد الذي يطالبه الغربيون بالرحيل. وقال مدفيديف ”أكرر من جديد: الشعب السوري هو الذي يقرر. وليس روسيا أو الولاياتالمتحدة أو أي بلد آخر”.