قال إيف بوني، مدير المخابرات الفرنسية سابقا، إن قطر أكبر ممول للجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي، وهدفها زعزعة استقرار المنطقة وإزاحة الأنظمة العربية اللائكية، واصفا في رده عن أسئلة ”الفجر” موجة الربيع العربي بالخدعة التي كانت وراء بروز تيارات التطرف. ما هو تقيمكم للوضع الأمني بالساحل باعتباركم أبرز المسؤولين الأمنيين سابقا في فرنسا؟ - الوضع الأمني في منطقة الساحل الإفريقي يعرف تهديدا، وبرز ذلك جليا مؤخرا أياما قبل حادثة الاعتداء الإرهابي على قاعدة عين أمناس بالتراب الجزائري. ألا ترى بأن التدخل العسكري الفرنسي بمالي وفتح الجزائر لمجالها الجوي سيزيد الوضع الأمني تدهورا في المنطقة؟ - التدخل الفرنسي بمالي كان بهدف ملاحقة الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة والعالم، بما في ذلك مصالح فرنساوالجزائر، ولا حرج في أن تقوم الجزائر باتخاذ قرار لفتح المجال الجوي ما دام الأمر يتعلق بمواجهة خطر مشترك، ولا يجب على أحد أن ينكر أن فرنساوالجزائر من أكبر البلدان أهلية في مكافحة الإرهاب ممثلا في القاعدة ومشتقاتها بالساحل الإفريقي. هل يمكن اعتبار الجماعات المنضوية تحت لواء القاعدة بالساحل مستفيدة من ظاهرة الربيع العربي، خاصة من النموذج الليبي؟ - موجة ما يسمى بالربيع العربي كانت أكبر خدعة في المنطقة، حيث أبرز موجة من التيارات الدينية الأصولية التي وسعت من مجالات التطرف، وكان من سمات الربيع العربي ببعض البلدان بروز موجات منافية لقواعد سلوكيات الديمقراطية، وهي السلوكيات التي استغلتها جماعات وعصابات في بلدان الربيع العربي لتحقيق مصالحهم الشخصية. حيّت معظم الدول الدور الكبير للجيش الجزائري في تحرير رهائن عين أمناس، فيما انتقدها البعض، ما رأيك في ذلك؟ - أولا يجب التأكيد على أن العمل الذي قامت به قوات الجيش الجزائري في تطويق أزمة تيغنتورين وتحرير الرهائن من قبضة الإرهابيين بتلك الدقة والسرعة هو عمل كبير كان يقوم به أي جيش في العالم في مثل هذه الظروف، لذلك وجب تحية واحترام الجيش الجزائري الذي يعرف أكثر من غيره ملف مكافحة الإرهاب، أما عن الانتقادات التي تكلمت عنها فيكفي القول أن ماقامت به وحدات الجيش شكل ضربة موجعة لتنظيم قاعدة المغرب وخلاياها بمنطقة الساحل الإفريقي. لا تزال بعض الدول تدفع أموال الفدية للإرهابين، في الوقت الذي تنادي في العلن بمكافحة الإرهاب، ألا ترى أن استمرار هذه الظاهرة يزيد من تعقيدات معركة مكافحة الإرهاب؟ - نعم لأسف لا تزال بعض الدول تدفع أموالا للإرهابيين كفدية، الأمر الذي يعقد الحرب على الإرهاب من جميع جوانبها، لكن دعني أقول إن دولة قطر الممول رقم واحد للجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي، فهدفها اليوم زعزعة استقرار الأنظمة العربية اللائكية.