الجزائر في حاجة إلى مراجعة مقاربتها الإعلامية في مكافحة الإرهاب الجديد دبش: "استقصاء المعلومات من الجماعات الإرهابية ترويج لها"
بعد انتهاء ما عرفة بعملية تغنتورين بسلام، وبروز مشاعر وحدوية نابذة للتطرف والإرهاب والتدخل في شؤون الجزائر الداخلية، وبعيدا عن المقاربات المتعددة في معالجة الملف، طفا إلى السطح وفق منظور المحللين والمتتبعين للشأن تناول السلطات للملف من زاوية إعلامية، لاسيما مع تولية أغلبية وسائل الإعلام الوطنية غير الرسمية والدولية وجهتها نحو الجماعات الإرهابية لاستسقاء المعلومات والتفاصيل، في حرب دعائية أبرزت جملة من التساؤلات حول شرعية الاستناد إلى الأبواق الدعائية للجماعات الإرهابية في تنوير الرأي العام ومدى تطابق ذلك مع أخلاقيات المهنة في ظل الصمت الرسمي أو التقطير الجزئي، والذي رفع من أسهم وكالات أخبار موريتانية غير رسمية تغذت وغذت غيرها من مائدة بلعور الإعلامية. إعداد: رشيد حمادو طالب الرسميين بتنوير الرأي العام دبش: ”استقصاء المعلومات من الجماعات الإرهابية ترويج لها” أكد الدكتور إسماعيل دبش أستاذ بكلية الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الجزائر أن استقصاء المعلومات من الجماعات الارهبية كمصدر للأخبار هو ترويج لنشاط هذه الجماعات المحظور في المنظومة التشريعية الوطنية والدولية. وقال الدكتور دبش في تعليقه على اتساع الرقعة الإعلامية لنشاط التنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل الإفريقي، وهو ما برز جليا في الاعتداء الإرهابي الجبان ضد قاعدة الحياة بعين أمناس، إنه حان الوقت لضبط قواعد الإعلام الدولي بما يتوافق وسياسية مكافحة الإرهاب الذي لايعرف الحدود. أما عن صمت الإعلام الجزائري الرسمي حيال الحرب الإعلامية التي تشنها القاعدة ضد مصالح الجزائر، آخرها الحرب الإعلامية أثناء أزمة عين أمناس، أفاد الدكتور دبش أن الإعلام الأمني في مثل هذه الأزمات له خصائصه ومميزاته، منها الدقة واحترام سرية التكتيك والخطط العسكرية، وهو ما قامت به كل الدول كالولايات المتحدةالأمريكية في حربها على العراق سنة 1991 ثم 2003 وأحداث تفجيرات 2001، لكن من واجب القائمين على إعلام الأزمات مهما كان نوعها وضع حد لإبهام الرأي العام مباشرة بعد نهاية الأزمات. رشيد. ح سيد أحمد ولد باب رئيس تحرير وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة ل ”الفجر”: ”الصمت الرسمي بدول الساحل أجبرنا على التواصل مع التنظيمات الإرهابية” أكد سيد أحمد ولد باب، رئيس تحرير وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة، أن صمت منابر الاعلام الرسمي بدول الساحل الإفريقي وراء فتح الوكالة باب التعامل مع التنظيمات الإرهابية فيما يخص الإعلام الأمني، بما في ذلك تتبع أخبار عملية عين أمناس جنوبالجزائر حسب المتحدث. ويرى رئيس تحرير وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة التي توصف بالوكالة المقربة من التنظيمات الإرهابية بالساحل الإفريقي وفي مقدمتها قاعدة المغرب، أن صمت قنوات الاعلام الرسمي بدول الساحل وضعف إيصال المعلومة الأمنية وحجبها في الكثير من الأحيان السبب الرئيسي في فتح الوكالة باب التعامل مع الجماعات الارهابية سواء ماتعلق بمنح المعلومة أو نشر البيانات والبلاغات حسب تعبيره. وأعطى مثالا على ذلك بآخر عملية إرهابية والتي تتعلق بالاعتداء المحطة الغازية وقاعدة حياة بتغنتورين، أين وجدت الوكالة صعوبة في الحصول على المعلومات وسيروتها لحظة بلحظة من طرف المسؤوليين الجزائريين، فيما يقر أنها وجدت كل التسهيلات من طرف عناصر التنظيم الإرهابي المسمى بجماعة ”الموقعون بالدماء” بقيادة الإرهابي مختار بلمختار المدعو لعور في الحصول على التفاصيل سواء ما تعلق بعدد الرهائن الأجانب أو أهداف العملية. ورفض مسؤول تحرير الموقع في اتصال هاتفي ل ”الفجر” أن يكون ذلك ترويجا أو مساندة للجماعات المسلحة بالساحل الإفريقي، في الوقت التي تخوض فيه دول الساحل وفي مقدمتها الجزائر حربا ضروسا على الإرهاب بالمنطقة، وحجته في ذلك أن من المهام الاعلامية لوكالة الأنباء الموريتانية المستقلة هو محاربة التعتيم الإعلامي. ونفى مسؤول الموقع الموريتاني الذي ذاع صيته في الأسابيع القليلة الأخيرة بسبب انفراده بنشر العديد من الأخبار الأمنية أن تكون الوكالة تعرضت لملاحقات أو مضايقات أمنية أو قضائية على مستوى بلاده. رشيد. ح بعد نجاحها في احتواء الموقف وتحرير رهائن تغنتورين الجزائر في حاجة إلى مراجعة مقاربتها الإعلامية في مكافحة الإرهاب الجديد يجمع الكثير من المتتبعين للشأن الأمني الجزائري، أن الجزائر نجت في بفضل حنكة الجيش الشعبي الوطني وتجند المواطنين في هزم الإرهاب عسكريا وتكتيكيا، ونفس الجيش كان له الفضل في حسم موقعة تغنتورين بأقل الخسائر الممكنة، موجها عدة رسائل لعدة أطراف في هذا الشأن. بالرجوع إلى العملية الأخيرة لعين أميناس تتلاقى مواقف الكثير من المتتبعين للشأن الأمني في الجزائر في انتقاد المعالجة الإعلامية للموقف من قبل السياسيين والرسميين، في حين أصبحت الدعاية الإرهابية مصدرا لمعلومات لكثير من وسائل الإعلام إن لم نقل أغلبها في العام، في ظل صمت إعلامي رسمي، وفي أحسن الأحوال انتهاج سياسة التقطير، ما فتح المجال واسعا أمام التأويلات المغرضة، والإشاعات الهدامة على مصراعيه. كما لا يختلف اثنان، أن الجزائر تملك مؤسسة عسكرية قوية ذات خبرة وقادرة على حماية الحدود ومقابلة التحديات الأمنية مهما كان حجمها بالنظر إلى الرصيد التراكمي في هذا المجال كمؤسسة دستورية أصبحت تجربتها محل دراسة القاصي والداني، بدليل الدور الإيجابي الذي قدمته الوحدات الخاصة للجيش الوطني الشعبي في فك لغز الاعتداء الجبان على قاعدة الحياة بتغنتوريين بعين أمناس، رغم صعوبة الموقع جغرافيا وحساسيته وعدة وعتاد الجماعة الإرهابية المقتحمة. انتصار وحدات الجيش الوطني الشعبي على الإرهاب لم يكن في عين أمناس فقط بل كانت العملية للتأكيد فقط على نفس النهج والاستفادة من دروس سابقة عبر سنوات من مكافحة هذه الآفة التي أحرقت الأخضر واليابس، حيث سبق لذات المؤسسة وأن قادت بكل امتياز الحرب على الإرهاب بدءا من سنوات التسعينات إلى السنوات الأخيرة، لاسيما مع بروز موجات مايعرف بالربيع العربي، وتدهور الوضع بكل من تونس وليبيا، وانتعاش موجات تهريب الأسلحة إلى معاقل الجماعات الإرهابية عبر محور الجزائر ودول أخرى، حيث أحبطت وحدات حرس الحدود للجيش الوطني الشعبي العديد من المحاولات من هذا القبيل، منها صواريخ وأسلحة حربية ثقيلة كانت ستحدث كارثة لو وصلت إلى أيدي الإرهابيين باعتراف خبراء أمنيين وسياسيين رسميين في كل من واشنطن وباريس ولندن. هذا الانتصار العسكري والاستراتيجي على فلول الإرهاب والجريمة المنظمة ذات الصلة به، قابله قصور إن لم نقل انهزاما على الصعيد الإعلامي، لاسيما في الأزمات والضربات الأخيرة للجماعات الإرهابية لمصالح الجزائر، وخير دليل على ذلك التعامل الرسمي مع حادثة الاعتداء على القنصلية الجزائرية بغاو شمال مالي، واختطاف الدبلوماسيين الجزائريين أين مارس الإعلام الرسمي صمتا وتعتيما مقابل نشاط دعائي كبير لجماعة الجهاد والتوحيد بغرب إفريقيا التي تبنت العملية، وصولا إلى العملية الجبانة التي استهدفت قاعدة الحياة بعين أمناس وهي العملية التي استمر فيها التعتيم الإعلامي، ما فتح باب الدعاية المغرضة على مصارعيه للجماعة الإرهابية التي تبنت العملية الإجرامية، أو عواصم بلدان الرهائن من عمال تغنتوريين لاسيما بعض تلك العواصم التي تكن حقدا كبيرا للجزائر، فهل تكفي المقاربة الوحيدة في مكافحة الإرهاب دون مقاربة دعائية مدروسة وآنية وبعيدة المدى؟ رشيد. ح بعد ورود تقارير مخيفة بان كي مون يعرب عن قلقه إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في مالي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن قلقه إزاء التقارير الواردة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مالي التي تقود فيها فرنسا حربا على الإرهاب. وشدّد الأمين العام الأممي على ضرورة مواصلة العملية السياسية التي من شأنها أن تؤدي إلى خارطة طريق توافقية للانتقال إلى النظام الدستوري. واجتمع بان كي مون، على هامش اجتماعات قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، برئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري لمناقشة الوضع في بلاده، وجهود الأممالمتحدة الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2085 لعام 2012. وكان كي مون قد أشار في كلمته أمام قادة الاتحاد الإفريقي في افتتاح قمتهم في أديس أبابا، إلى أن مالي تخضع لتهديد عناصر مسلحة متطرفة، معربا عن ترحيبه بالمساعدة الثنائية في الوقت المناسب لجيش المالي استجابة لطلب الحكومة، مضيفا أنه مع تكثيف المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا الإيكواس استعدادتها لنشر قوات ”أفيسما”، مع تشجيع السلطات المالية على تبني عملية سياسية شاملة تشمل الاتفاق على خارطة طريق تؤدي إلى الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري، مضيفا أنه قدم إلى مجلس الأمن توصيته الخاصة بحزمة دعم الخدمات اللوجستية، مؤكدا التزامه شخصيا بضمان أن تقف الأممالمتحدة على أهبة الاستعداد فور انتهاء العمليات القتالية اللازمة للقيام بجهود شاملة، لبناء السلام وإصلاح الحكم، قطاع الأمن وإعادة الإعمار المادي والتعاون الإقليمي. رشيد. ح 220 ألف كلم لا تزال تحت سيطرتهم بالساحل الجيش الفرنسي يسيطر على تومبوكتو ويقصف معاقل الإرهاب بكيدال يوما بعد يوم تتقدم القوات الفرنسية والمالية في حربها ضد الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث قامت بإحكام سيطرتها على معقل جديد من معاقل الإرهابيين وهي مدينة تومبوكتو، التي تمكنت من استرجاعها، كما قصفت بعض مخابئ الإرهابيين بكيدال شمال البلاد. وقال الناطق باسم هيئة أركان الجيوش الفرنسية، الكولونيل تيري بوركار، في باريس إن الجنود الفرنسيين والماليين سيطروا، صباح أمس، على منافذ ومطار تمبكتو في ختام عملية برية وجوية تمت خلال الليل. وباسترجاع مدينة تومبوكتو أصبحت المسافة الفاصلة، بين القوات الفرنسية والمالية والجماعات الإرهابية تتقلص والمواجهة تحتدم أكثر، خاصة وأن تومبوكتو تتوفر على مطار هام، مثلما هو الشأن لمدينة غاو تماما، وهي مواقع بإمكان القوات الإفريقية استغلالها في تنفيذ طلعات جوية لضرب الإرهابيين. ولم تواجه القوات الفرنسية والمالية مقاومة من طرف الإرهابيين، وقال مصدر أمني مالي إننا ”نسيطر على مطار تمبكتو ولم نواجه أية مقاومة، وليست هناك أية مشاكل أمنية في المدينة”. وتتوقع القوات الفرنسية أن تكون الطريقة التي سيعتمدها الإرهابيون هو تنفيذ عمليات الفر والكر، والتفجيرات في غاو تومبوكتو وباماكو من أجل تشتيت جهود الجيوش. ويتوقع الجيش الفرنسي أن يتمركز الإرهابيون في المستقبل نحو كيدال في الشمال، وفي منطقة تاغرغار وهي مناطق متشعبة وإحدى المعاقل الأساسية للإرهابيين.