"مانيلا" تسلم المختطفين إلى باريس بمن فيهم جزائري كشفت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن الحرب التي تقودها فرنسا في شمال مالي لا تستهدف تطهير المنطقة من الجماعات المسلحة فقط، بل تطهيرها أيضا من العرب، في وقت تسعى بماكو والميلشيات الزنجية ‘قاندوكاي” إلى تنفيذ عميلات إبادة جماعية ضد العرب والطوارق وكل الجنس الأبيض في المنطقة، ما دفع بالسكان إلى الفرار من حملات التطهير العرقي رغم تطمينات الجنرال محمد ميدو. أصبحت الفوضى وسلب الممتلكات والإبادة الجماعية المظهر الأبرز في شمال مالي، التي بدا جليا أنها حرب عرقية بالدرجة الأولى، ليبقى العرب المستهدفين الأولين سواء من بعض عناصر الحركة الوطنية لتحرير أزاود ”مانيلا” التي تسعى جاهدة لكسب ود فرنسا بكل الطرق بمساعدتها في تحقيق استقلالها من النظام المركزي في باماكو ولو باستقلال ذاتي. وقالت مصادر ”الفجر” في شمال مالي، إن العرب يعانون كثيرا في المنطقة التي لم يعودوا يعرفون فيها عدوهم من صديقهم، خاصة بعد الخرجات غير المتوقعة لبعض عناصر ”مانيلا” واعتداءاتهم على محلاتهم، ويتعلق الأمر بالدرجة الأولى بالجزائريين والموريتانيين. وأضافت ذات المصادر أن المكان لم يعد آمنا ويبحث الكثير منهم الفرار إلى أي مكان هربا من الجحيم، بعد أن تبين أن الأمر أكبر من العقيد محمد ميدو الذي ناشد عرب المنطقة قبل أيام قليلة جدا عدم مغادرة المكان وتعهد بحمايتهم، ويعد هذا الأخير واحدا من كبارات الجيش المالي الذي يكن له السكان كل الاحترام، خاصة وأنه لم يخسر أي معركة في حياته. وأكدت مصادرنا أن ما كان يرعب سكان شمال مالي من عرب و طوارق أصبح واقعا، حيث تشن ميليشيات ”قاندوكاي” حملات إبادة جماعية ضد الرعاة والبدو الرحل، مشددة في ذات السياق، كما ذكرت ”الفجر” في أعداد سابقة، أن الميلشيات التي يمولها الجيش المالي في حربه العرقية في مالي شرسة للغاية، ولا تعترف إلا بقانون الدم والتنكيل وجرائمها في التسعينات و2006 لا تزال محفورة في الذاكرة. من جهة أخرى علمت ”الفجر” من مصادرها، أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد قامت بتسليم العناصر التي اختطفتها الأيام القليلة الماضية بحجة أنها قيادات متشددة إلى القوات الفرنسية، وأن أحد المسلمين يحمل الجنسية الجزائرية.