تواجه 14 عائلة قاطنة بالعمارة رقم 21 شارع الإخوة منصوري، ببلدية سيدي امحمد في العاصمة، خطر الموت تحت الأنقاض في بناية موروثة عن الحقبة الاستعمارية مصنفة في الخانة الحمراء، وتوشك على الانهيار في غياب تام لاهتمام السلطات المحلية. وتعرف البناية حالة متقدمة من الاهتراء، حيث التشققات والتصدعات والجدران المهترئة، ما تسبب في تذمر قاطنيها وقلقهم من الوضعية الكارثية التي آلت إليها عمارتهم، خصوصا أن معظم شرفاتها انهارت وسقط جزء منها مع تهاطل الأمطار الأخيرة وهبوب الرياح، وبالتالي فإنهم مجبرون على غلق كلي للشرفات في انتظار ترميمها، مؤكدين أن عناصر الأمن والحماية المدنية تتدخل بشكل دائم ومستمر أثناء حدوث الانهيارات، لاسيما أنه انهار مؤخرا سقف إحدى شقق الطابق الثاني الذي كاد يودي بحياة من يقطنون تحتها. كما أكد عدد من سكان البناية ل”الفجر” أنهم عاشوا خلال الأيام الماضية حالة من الرعب والهلع نتيجة الانهيارات الجزئية للبناية، حيث انهار سقف إحدى شقق الطابق الثاني، ما أجبر سكان الشقة على المكوث عند أقاربهم.وتتكون العمارة من طابقين، الأول يعاني من انهيارات جزئية أصابته هذا الأسبوع بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت، فقد مر أسبوعان على انهيار السقف وشهور على الانهيار الذي حدث بأسطح وأروقة البناية.. لكن الشكاوى التي رفعوها إلى السلطات الولائية والبلدية لم تجد آذانا صاغية، ما جعلهم يقدمون على غلق أحد الطرق البلدية ليتراجعوا عنه بعد حديثهم مع رئيس البلدية، وأكدوا أنهم سيمهلون الولاية أسبوعا آخر من أجل حوار سلمي لإيجاد حل قبل أن يصعّدوا الاحتجاج مرة أخرى لأنهم لن يتحملوا هذا الوضع، خاصة أننا في فصل الشتاء والسلطات حسب قولهم يمكنها أن تتفادى الخطر الذي قد يتعرضون له، خصوصا أن الخطر ليس وليد اليوم فالبناية مشيدة منذ العهد الاستعماري، لذا فهم يتهمون السلطات الولائية بالتقاعس تجاههم. يحدث هذا والسلطات الولائية لم تصل بعد إلى قرار ينتشل هذه العائلات من خطر الموت تحت الأنقاض، ما جعل هذه الأخيرة تعتزم تصعيد احتجاجها في حال عدم إيجاد الحل في أقرب الآجال. من جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي بسيدي امحمد، زيناسني نصر الدين، ل”الفجر”، أن هذه البناية تتصدر قائمة العمارات المهددة بالخطر وصنفت في الخانة الحمراء، مضيفا أن البلدية قامت بوضع ملف معمق يتضمن الصور والتقارير حول العمارة وتم رفعها إلى السلطات الولائية وهي قيد الدراسة على مستوى الدائرة الإدارية لسيدي امحمد وولاية الجزائر، وقال إنه قام بزيارة البناية أكثر من مرة وتم التنسيق مع السكان لاطلاعه بأهم التطورات، منوها أن الترحيل ليس من صلاحيات البلدية وإنما البلدية هي همزة وصل بين المواطنين والسلطات الولائية. وفي الأخير قال إن الملف يدرس بصفة جدية، مضيفا أن بلدية سيدي امحمد تحتوي على 35 عمارة أخرى مهددة بالانهيار.