أكد، أول أمس، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، بلقاسم ساحلي، أن الجزائر تلقت التزاما رسميا من السلطات العراقية باستقبال وفد قنصلي جزائري للاطلاع على واقع السجناء الجزائريين بهذا البلد. كما أوضح ساحلي بخصوص وضعية السجناء الجزائريين بالعراق أنه كانت هناك فرصة للقاء مسؤولين عراقيين وجزائريين على هامش القمتين الاقتصادية العربية والإسلامية التزم خلالها الطرف العراقي باستقبال وفد قنصلي جزائري للاطلاع على أوضاع السجناء الجزائريين بالعراق. ويأتي تصريح ساحلي على خلفية سجن ثمانية رعايا جزائريين بالعراق، حيث حكم عليهم بالإعدام وقد تم تنفيذ الحكم في أحدهم شهر أكتوبر الفارط، وهي القضية التي أثارت الرأي العام الوطني ودفعت برئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، إلى الخروج عن صمته والتأكيد أن ”محاكمته لم تكن عادلة”. وأضاف ساحلي أن هذا اللقاء ستعقبه زيارة منظمة لأهالي هؤلاء السجناء، وذلك فور موافقة السلطات العراقية على الاقتراح الجزائري بشأن تاريخ هذه الزيارة، مؤكدا في تصريح للقناة الإذاعية الأولى بأن الجزائر ”في انتظار هذه الموافقة حتى يتم معالجة هذه القضية بشكل نهائي”. وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد استدعت شهر أكتوبر الماضي سفير العراق بالجزائر، حيث تم لفت انتباهه بحزم إلى غياب التعاون من طرف السلطات العراقية المعنية حول مسألة الرعايا الجزائريين المعتقلين في العراق. وبالمناسبة ذاتها جددت الجزائر طلباتها فيما يخص ملف الجزائريين المعتقلين في العراق، لاسيما ما يتعلق بحق الزيارة القنصلية والحصول السريع على تفاصيل سير الإجراءات القضائية، بغية التأكد من المعايير الممكن تطبيقها والكفيلة بضمان حق رعايانا في دفاع منصف. وفي سياق آخر أعلن ساحلي عن إمكانية تنصيب المجلس الوطني الاستشاري الخاص بالجالية الجزائرية بالخارج نهاية السنة الحالية أو مع بداية سنة 2014، حيث قال إن تنصيب مثل هذا المجلس من شأنه العمل على ”إرساء جسور التواصل بين أبناء الجزائر من جهة، وخلق شراكة مستدامة بين الكفاءات الجزائرية المقيمة بالخارج ونظرائهم بالداخل من جهة أخرى”. وأضاف ساحلي أن ”الاستشارات مع ممثلي الجالية الوطنية بالخارج جارية في الوقت الحالي في محاولة من الحكومة لتنظيم وهيكلة هذه الجالية التي تعاني من نقص في هذا المجال”، مشيرا إلى أن المقاربات التي يطرحها قطاعه لحل هذه الإشكالية تقتضي تنظيم المهاجرين عن طريق تخصصاتهم داخل جمعيات تعكس انشغالاتهم وتطلعاتهم ومشاكلهم.