أحيت ليبيا، أمس، الذكرى الثانية لانطلاق الثورة التي أطاحت بالزعيم الراحل العقيد معمر القذافي، وسط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي أعمال عنف، وسط تحذيرات السلطات من محاولات أنصار النظام السابق لاغتنام المناسبة بهدف ”زرع الفوضى”. أكد رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان عدم وجود برنامج رسمي مقرر لاحياء الذكرى الثانية للثورة، مشيرا إلى أن ”السلطات تفضل أن تترك للشعب الاحتفال بهذه المناسبة على طريقته”. وذكر مصدر في المؤتمر الوطني الليبي، أن رئيس المجلس محمد المقريف توجه إلى بنغازي للمشاركة في الاحتفالات. وقد تزينت المباني العامة وطرقات العاصمة طرابلس بأعلام الثورة وصور الشهداء، فيما خرج الآلاف من الأهالي من كافة الفئات والأعمار إلى شوارع العاصمة وهم يرددون أناشيد الثورة. وشهد ميدان الشهداء بالعاصمة والطرقات المؤدية إليه الحضور الأكبر من المحتفلين بذكرى الثورة. وترافق ذلك مع حضور أمني مكثف؛ تمثلت أبرز ملامحه في انتشار واسع لنقاط التفتيش التي نصبتها الشرطة في مناطق مختلفة بالعاصمة، فيما حلَّقت الطائرات الحربية في سماء طرابلس. المظاهر الاحتفالية ذاتها والحضور الأمني المكثف، شهدته مدن: ”مصراتة”، ”الزنتان”، ”الزاوية”، ”زليتن” (غرب)، ومدن ”البيضاء” ”طبرق” (شرق) و”سبها” (جنوب). وفي ميدان التحرير ببنغازي (شرق)، بدأت ظهر اليوم فعاليات الاحتفال الرسمي بذكرى الثورة بحضور رئيس المؤتمر الوطني (البرلمان) محمد المقريف وأعضاء عن المؤتمر وبعض وزراء الحكومة المؤقتة. في غضون ذلك، كشف وزير الدفاع الليبي محمد البرغثي في مقابلة مع ”العربية”، أن عدد المفقودين منذ اندلاع ثورة 17 فبراير بلغ 22 ألفا فيما تجاوز عدد القتلى 30 ألفا. وأكد البرغثي سيطرة السلطات الليبية على نحو 80 بالمئة من السلاح الذي تم تسريبه من المخازن، نافيا تهريب أسلحة إلى خارج البلاد. وشهدت بنغازي، التي كانت مهد ثورة 2011، سلسلة من الهجمات على مصالح غربية ومراكز للشرطة واغتيالات لمسؤولين أمنيين ومتمردين سابقين، كما أصبحت معقلا للمجموعات الجهادية.