رجحت مصادر ”الفجر”، أن الإرهابيين الذين تورطوا في اختطاف الدبلوماسيين الجزائريون قد نقلوا الرهائن إلى المنطقة الحدودية المشتركة بين النيجر، ليبيا والجزائر بعد تضييق الخناق عليهم في شمال مالي وقصف أهم معاقلهم، في وقت فشلت فيه القوات الفرنسية من تحرير رهائنها الذين لا يزالون تحت قبضة أتباع بلعور. كشفت مصادرنا، أن زعيم جماعة ”الموقعون بالدماء” مختار بلمختار المدعو بلعور، غيّر على الأرجح موقع الدبلوماسيين الجزائريين الثلاثة الذين اختطفوا في الخامس من أفريل الفارط، من مجموع سبعة تم تحرير ثلاثة منهم في وقت قيل إن الرابع تم اغتياله، ونقلهم إلى المنطقة الحدودية بين ليبيا، النيجر والجزائر، وبالضبط بعمق الصحراء على بعد كيلومترات من منطقة ”كولدناي” التي لا تبعد كثيرا عن الصحراء التشادية، وهو موقع مفضل لتنظيم قاعدة المغرب للتنقل بين دول الساحل، وذلك بعدما نقلهم إلى نهر النيجر، مباشرة بعد اقتيادهم إلى جبل تاغرغارت بغاو الذي لا يبعد عن منطقة تيمياوين الجزائرية إلا بحوالي 50 كلم فقط، بعدما استلمهم من أتباع الجهاد والتوحيد الذين فوضوا بلعور مسألة التصرف في مصيرهم بمجرد بداية القصف الفرنسي، واستهداف ما يسمى بمركز الشرطة الإسلامية الخاضعة لجماعة الجهاد والتوحيد، حيث كان يٌحتجز فيه الجزائريون منذ جلبهم من صحراء تابنكورت التي مكثوا فيها أشهرا. وأشارت مصادرنا إلى أن بلعور لا يمكث في مكان واحد فترة تسمح باحتمال ملاحقته، إذ يحرص إلى مغادرته والتنقل المستمر ضمانا للأمان وعدم اقتفاء أثره. من جهة أخرى، فشلت القوات الفرنسية بعد أزيد من شهر في تحرير رهائنها الذين لا يزالون تحت قبضة تنظيم القاعدة، رغم بلوغها معاقله وقصفها له، كما دخلت في حرب الاستنزاف بعدما باشرت العناصر الإرهابية ضرباتها الانتحارية لإسقاط أكبر عدد من الضحايا. للإشارة، كشفت مصادر عليمة في العاصمة التشادية نجامينا لمواقع إعلامية بأن القوات التشادية خسرت 42 جنديا من القوات الخاصة، سقطوا في الاشتباك مع مقاتلي القاعدة المتحصنين في مضايق جبلية، ووصل عدد الجرحى والمفقودين إلى 48 جنديا، من بينهم قائد القوات الخاصة العقيد عبد العزيز حسن ادم، فيما لم تشر هذه المصادر إلى عدد قتلى الجماعات الإرهابية المسلحة. يشار إلى أن القوات التشادية قد بدأت منذ أيام في التقدم باتجاه سلسلة جبال إيفوغاس، والتي يقال إن مسلحين إرهابيين يتحصنون فيها، كما يعتقد أن الرهائن الفرنسيين محتجزين داخل هذه المنطقة الوعرة.