تُدخل دعوة لبنان رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية القضية السورية في نفق متشعب المخارج، بين من يدافع عن شرعية نظام الأسد وبين من يصّر على فقدانها، فيما يغرد البعض الآخر خارج السرب أمام رد الحكومة السورية التي اعترفت بأنها لا تنتظر حلا للقضية السورية تحت قبة الجامعة العربية. وسّع التوتر الحاصل بالجولان على الحدود السورية الإسرائيلية دائرة الصراع السوري، حيث شهدت المنطقة معارك شرسة بتعرضها لقصف عنيف واحتجاز 21 جنديا أمميا من طرف جماعة مسلحة، وتدخلت الأممالمتحدة لفك أسرهم بإرسالها فريقا أمميا للتفاوض من أجل تحريرهم، الأمر الذي أشادت به إسرائيل بقولها أن الأممالمتحدة قادرة على تحرير الرهائن، كما تعزز إسرائيل دور المراقبة على حدودها مع سوريا تفاديا لأي طارئ قد يفاجئها ويفتح عليها جبهة قتال أخرى هي في غنى عنها في الوقت الحاضر. رغم وجود توافق شكلي بين مختلف الأطراف يتغنى بضرورة الوصول إلى سوريا موحدة وديمقراطية يختار فيها السوريون بحرية طريقة إدارة بلادهم، حيث بقيت روسيا الحليف التاريخي للحكومة السورية والمزود الأكبر لها بالسلاح، محافظة على قرارها في مساندة بشار الأسد وهو ما أعلنه وزيرها للخارجية سيرغي لافروف في تصريحه لقناة ”بي. بي. سي” أول أمس بقوله إن روسيا لن تمارس ضغطا على الرئيس الأسد للتنحي عن السلطة، مدافعا في ذات الوقت عن الخيار السلمي في المنطقة ومشيرا إلى أن بلاده لا تمارس لعبة تغيير الأنظمة كما يتهمها البعض، وتختلف الآراء وتتغير التصريحات من وقت لآخر بشأن الأزمة السورية التي تشارف على سنتها الثالثة، خاصة بعد إعلان كبرى الدول تأييدها للمعارضة السورية على غرار واشنطن، بريطانيا وفرنسا، وكانت روسيا قد انتقدت في وقت سابق قرار أمريكا المتعلق بتقديم مساعدات للمعارضة السورية، وهو ما سيحاول وزير الخارجية الروسية إقناع بريطانيا به خلال زيارته المنتظرة إلى لندن بحر الأسبوع القادم للقاء نظيره البريطاني وليام هيغ حيث تتصدر القضية السورية قائمة المحادثات بين الطرفين. يحدث هذا في الوقت الذي يستعد فيه الائتلاف السوري المعارض لاجتماعه في اسطنبول الثلاثاء القادم لانتخاب رئيس وزراء مؤقت حسب ما جاء في وكالة ”رويترز”، وكانت المعارضة قد رفضت في الحوار مع النظام في عديد المرات في ظل بقاء الأسد في الحكم واشترطت تنحيه لبدء المشاورات. ميدانيا تشهد الجولان على الحدود مع إسرائيل تصعيدا قويا من طرف الجيش النظامي الذي رفع من هجماته الجوية على المنطقة في محاولة منه لإعادة السيطرة على المنطقة التي أعلن الجيش الحر إحكام قبضته عليها، في الوقت الذي كشفت فيه لجان التنسيق السورية مقتل 74 سوريا معظمهم في إدلب ودمشق.