عاد التوتر الطائفي إلى شوارع باكستان بعد إقدام مسلمين غاضبين على إحراق حي مسيحي، احتجاجا على تصريحات مسيحية قيل إنها مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، الأمر الذي دفع مدارس كاثوليكية إلى غلق أبوابها أمس. انطلقت موجة الاحتجاجات التي نفذتها حشود مسلمة في لاهور بعد إساءة مسيحي للرسول محمد عليه الصلاة والسلام قبل 4 أيام، دفعت بحوالى 3 آلاف مسلم في لاهور كبرى مدن شرق البلاد إلى الهجوم على حي ”جوزف كولوني” المسيحي وأضرموا فيه النيران التي أجهزت عليه، حيث أقدم المحتجون على حرق منازل الباكستانيين المسيح دون أن توقع الحادثة أي ضحايا لأن العائلات فرت من الحي قبل اشتعال النيران، مما دفع القائمين على المدارس الكاثوليكية إلى غلقها تجنبا لأي تصعيد قد يطال المنشآت المسيحية، كما أغلقت المؤسسات التعليمية في كل من كاراتشي كبرى مدن البلاد وجنوب البنجاب المنطقة الأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان بحسب مسؤولين محليين. وفي أول رد فعل مسيحي عن الحادثة، تظاهر مسيحيون أول أمس في كبرى مدن باكستان منددين بالعنف الممارس ضدهم ومطالبين الدولة بحماية أكبر، ولجأت الشرطة إلى استخدام العصي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما حصلت صدامات في مناطق متفرقة منها إسلام آباد، كراتشي، مولتان وكويتا. وتحسبا لأي تصعيد بين الطرفين قامت الشرطة بنشر عناصرها في مولتان كبرى مدن البنجاب أمام الكنائس ومنازل الكهنة وكذا أمام لجنة السلام المحلية إلى جانب عدد من المدارس والمؤسسات العامة، حسب ما صرح به مولتان عامر ذو الفقار المسؤول الكبير في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس. يذكر أن جريمة الإساءة للنبي جريمة عقوبتها الإعدام في باكستان التي يدين أكثر من 97 بالمئة من سكانها بالإسلام، وسجلت موجة الاعتداءات ضد الأقلية الشيعية بها مقتل أزيد من 250 شخص هذه السنة.