علمت ”الفجر” من مصادر محلية مطلعة بأن عددا من مشايخ السلفية بالخارج والذين يتخذون من السعودية مقرا لهم، أبرقوا أمس فتاوى تحريضية لبعض شباب الجنوب بورڤلة، يدعونهم فيها إلى مواصلة الاحتجاج لانتزاع الحقوق وحمل ما يعرف في عرفهم ”الحاكم” على التوزيع العادل للثروة. وتأتي هذه الفتاوى استمرارا لحرب السلفية على الجزائر. يواصل مشايخ السلفية الحرب على الجزائر منذ التسعينيات، فبعد الإفتاء بجواز الجهاد ضد الجزائريين خلال سنوات المأساة الوطنية، والعمل على غرس الفكر الوهابي والتكفيري في عقول الشباب الجزائري، أفتى بعض من يسمون أنفسهم بعلماء السلفية بجواز التظاهر لفئة الشباب البطالين بالجزائر، وهي الفتاوى السعودية المصدر، والتي وزعت أمس الأول حسب مصادر ”الفجر” بعدد من أحياء وبلديات ولاية ورڤلة، حسب المصادر ذاتها، التي عرفت الأسبوع الماضي موجة احتجاجات سلمية في صفوف البطالين نددت بمحاولات توغل أصحاب مطالب الانفصال والنوايا المشبوهة. وأجازت هذه الفتاوى التظاهر بالجنوب الجزائري كأسلوب لانتزاع الحقوق، متناسية أن حرية التعبير في الجزائر مضمونة مقارنة بجنسية البلد المصدر لهذه الفتاوى. كما طالبت فتاوى شيوخ التيار السلفي الذي يشن حملة شرسة على الجزائر بحمل الحكام في الجزائر على توزيع عادل للثروة، حسب المصدر الذي اطلع على نصوص الفتاوى وفق ما تقره أحكام الشريعة الإسلامية. جدير بالذكر أن عددا من بقايا الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة إلى جانب عدد من المسلحين التائبين حشروا أنفسهم في الاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة التي تعرفها بعض مناطق الجنوب الجزائري، في محاولة منهم لتغذيتها سياسيا وإعادة التموقع من جديد.