أخبر أبو أحمد قال: أخبرنا الصولي قال: سألت أبا خليفة عن كتاب بسم الله الرحمن الرحيم قال: سئل ابن عائشة عن ذلك فقال: حدثني أبي أن قريشاًكتبت في جاهليتها باسمك اللهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب كذلك. ثم نزلت: {بسم الله مجريها ومرساها} فأمر أن يكتب في صدور الكتب بسم الله، ثم نزلت: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن}، فكتب بسم الله الرحمن. ثم نزلت: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}، فجعل ذلك في صدور الكتب. النبي الكريم كأنك تراه.. تقول أم معبد الخزاعية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تصفه لزوجها: “ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه تُجلة “ضخامة البدن”، وسيم قسيم “حسن جميل” في عينيه دَعَج “سواد العين”، وفي أشفاره وطف “في شعر أجفانه طول“، وفي صوته صحل “بحة وخشونة”، وفي عنقه سطع “طول”، أحور أكحل، أزج “الحاجب الرقيق في الطول” أقرن، شديد سواد الشعر، إذا صمت علاه الوقار، وإن تكلم علاه البهاء، أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، وأحسنهم وأحلاهم من قريب، حلو المنطق، لا نزر ولا هزر، لا تقحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول، إذا أمر تبادورا إلى أمره، محفود “الذي يخدمه أصحابه ويسارعون في طاعته”، محشود “الذي يجتمع إليه الناس” لا عابس ولا مفند”. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي مهما تحدث الناس عنه فلن يقدروه قدره. عز القناعة قال الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان البُستي، المتوفى 354ه، رضي الله عنه: “من نازعته نفسه إلى القنوع ثم حسد الناس على ما في أيديهم فليس ذلكلقناعة ولا لسخاوة، بل لعجز وفشل، فمثله كمثل حمار السوء الذي يعرج بخِفَّة حمله، ويحزن إذا رأى العلف يؤثر به ذو القوة والحمل الثقيل ، فالقانع الكريم أراح قلبه وبدنه، والشّره اللئيم أتعب قلبه وجسمه، والكرام أصبر نفوساً واللئام أصبر أجساداً.