تحتوي الطرائف الإسلامية على مقتطفات منها القصة والحكاية والشعر والحكمة والقول المأثور والحديث الشريف والآية الكريمة، وهذه الطرائف تعين على كدر الحياة وتساعد على تجديد الحيوية والنشاط. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن هذه الطرائف الباسمة ولكن نقدم هذه النماذج: 1) قالت أم معبد الخزاعية لزوجها وهي تصف شخص رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين مرّ بها مهاجرا: »رأيت رجلا ظاهر الوضاءة حسن الخلق، وسيم الوجه في عينيه دعج وفي أشعاره وطن وفي عنقه سطح شديد سواد الشعر إذا صمت علاه الوقار وإذا قال علاه البهاء..أجمل الناس وأبهاهم من بعيد، أحسنهم وأحلاهم من قريب وهو أنظر الثلاثة منظرا له رفقاء يحتفون به، إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلى تنفيذ أوامره؟ 2) عن أنس رضي اللّه عنه قال: كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : فأتته عجوز عمياء ومعها ابن حدث لم يلبث أن أصابه وباء المدينة فمرض وانتقل إلى رحمة اللّه فلما أردنا أن نغسله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يا أنس اذهب إلى أمه وأعلمها »فجاءت وجلست عند قدميه وأخذت بهما ثم قالت »مات ابني؟ قلنا: نعم فرفعت يديها إلى السماء وقالت: اللّهم إنك تعلم أني أسلمت طوعا وخلعت الأوثان زهدا وخرجت إليك رغبة اللّهم لا تشمت بي عبدة الأوثان ولا تحملني في هذه المصيبة ما لا طاقة لي بحمله، قال أنس رضي اللّه عنه: واللّه ما انقضى كلامها حتى حرك قدميه وألقى الثوب عن وجهه وعاش حتى انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى وانتقلت أمه إلى رحمة اللّه رضي اللّه عنها؟! 3 ) تلقى المرحوم محمد متولي شعراوي دعوة كريمة لزيارة الجزائر التي كانت تمر بفترة جفاف في لقاء مع المرحوم هواري بومدين، إقترح إقامة صلاة الاستسقاء في الجامع الكبير، لكن اثنان من أعوان الرئيس تقبلا الاقتراح بالإستهزاء خصوصا في فترة الإلحاد وإنتشار الأفكار الشيوعية المادية وقال أحدهما: هل يخرج الماء من الأرض أم ينزل من السماء، ومع إقامة الصلاة غامت السماء وأومض البرق ونزل المطر وهو الأمد الذي جعل الرجلين يسجدان إيمانا بقدرة اللّه تعالى؟!