يدرس اليوم نواب البرلمان الفرنسي ”خطة” لجذب المهاجرين ”النخبويين” بعدما كشف تقرير رسمي أن البلاد لم تعد وجهة مفضلة للهجرة عمق من ذلك تعليمات الرئيس السابق نيكولا ساركوزي للحد منها. ويناقش مجلس الشيوخ الفرنسي اليوم الثلاثاء تقريرا سلم الأسبوع الماضي إلى حكومة هولاند حول الهجرة المهنية والطلابية، لتليه جلسة ثانية يوم 24 أفريل الجاري، حيث سيبحث النواب تعزيز عوامل الجذب الفرنسية لاستقبال مزيد من المواهب الأجنبية من مهنيين وطلاب، ولن يجري تصويت بعد المناقشات لكنها ستساعد في وضع مشروع قانون خلال الصيف المقبل، علما أن الطلبة والباحثين الجزائريين يعدون ثالث جالية في فرنسا ب21 ألف جزائري. ويكشف التقرير الرسمي أن ”فرنسا لم تعد بلدا كبيرا جدا للهجرة”، ويبدو أن إجراءات ساركوزي السابقة فيما يخص التقليص من أعداد المهاجرين سواء الشرعيين أو الحراقة إلى البلاد ساهمت بشكل كبير في تراجع نسبة الوافدين حسبما توضح الأمانة العامة للهجرة والاستيعاب في التقرير الذي يضيف ”إذا كان موضوع الهجرة في فرنسا حاضراً بصورة دائمة في النقاش العام فان حقيقة حالات الهجرة غالباً ما تكون غير معروفة أو تستخدم في أغراض جدلية”. وخلافا لفترة ما بين الحربين وفترة الثلاثين (1945-1973) ”لم تعد فرنسا بلدا كبيرا جدا للهجرة” من خارج أوروبا كما أوضح التقرير، مضيفا أن ”حجم الهجرة الشامل يبدو معتدلا في ضوء الضعف النسبي في تدفق الوافدين: 110 ألف دخول - خروج في حين بلغ 200 ألف في بريطانيا و400 ألف في إسبانيا وإيطاليا”. ويتناقض هذا المفهوم مع مفهوم الحكومة اليمينية السابقة، حيث اعتبر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي سابقا أن فرنسا ”استقبلت الكثير من الناس” وأن هناك ”الكثير من الأجانب على أرضنا”. وأشار تقرير الأمانة العامة للهجرة والاستيعاب إلى أن ”سياسة الهجرة الفرنسية سعت إلى تشجيع استيعاب العمال المؤهلين إلا أنها لم تشهد تحولات كبرى”. في المقابل فإن عدد ”الطلاب المقبولين في فرنسا تزايد باضطراد منذ نهاية التسعينات” مع تراجع في عام 2012 رغم التصريح خلاله لنحو 60 ألف طالب أجنبي بالإقامة في فرنسا. وينص ميثاق التنافسية الموقع في 6 نوفمبر الماضي على تعزيز عوامل الجذب الفرنسية لاستقبال المهاجرين من المواهب.