“كل يوم أسعى لأبرهن أنّ المرأة باستطاعتها أن تنجح وتتخطى الخوف تماماً كالرجل، وأن المرأة الناجحة ستجد يوماً طريقة لتكون زوجة رائعة وأما متميزة وامرأة أعمال متألقة”.. هكذا بدأت فضيلة، 45 سنة، مديرة فرع بشركة لصناعة الأدوية والتي بدأت حياتها من الصفر، حوارها معنا. وتُعرف ببداياتها المتواضعة، إذ لم يُقدَّم لها شيء على طبق من فضّة، قائلة:”بدأت العمل في شركة الأدوية قبل حوالي عشرين، إذ بدأت العمل كمتمرنة بعد إنهائي تعليمي كصيدلانية من الجامعة، عملت في صيدلية لمدة 5 سنوات وبعد ذلك تقدمت للعمل في شركة الأدوية التي اجتزت فيها تربصي حتى أصبحت مديرة قسم في ظرف 7 سنوات، ثم استلمت فرع كمديرة له منذ مطلع العام الحالي”. حققت جزءا كبيرا من ذاتها “أعتقد أن الطريق كانت واضحة أمامي من البداية، حيث كنت أرغب دائما أن أتقدم في مجال دراستي، ورأيت أن هناك إمكانيات للتقدم فيه، فقد منحت لي كل الوسائل والأدوات التي تجعلني أتطور مع مرور الزمن، أفتخر أنني بدأت العمل في هذه الشركة كطالبة، ولم أكن أعرف شيئا في السوق، وعمليا عندما تدير فرعا، تصبح مديرا تجاريا أكثر من أنك صيدلي. ومنذ البداية كان هدفي وطموحي أن أصل وأرتقي في عملي. وتعلمت واستفدت من الدورات التي اجتزتها، وفي النهاية بالإرادة والدعم من البيت استطعت الوصول غلى ما كنت أطمح إليه”. دعمها أهلها في البداية وأعطوها الكثير من المساعدة كي تدرسا بعيدا عن بيتها، حيث انتقلت من بسكرة لتتلقى تعليمها بالعاصمة، وأتاحوا لها فرصة العمل خارجا بعد أن انتقلت العائلة للعيش مع ابنتهم التي وجدت فرصة العمل بشركة الأدوية التي كانت أكبر أهدافها. كما أشارت فضيلة، خلال حديثها، إلى أن الشركة نفسها كانت أكبر دعم لها حيث قدمت لها الكثير من المساعدة والأدوات، وذلك بتعاون موظفيها والمسؤولين الذين قدموا لها العديد من المساعدات لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم. وكسيدة متزوجة، لم تنكر فضيلة فصل زوجها الذي كان عاملا هاما لها في البيت لكي تتطور وتتقدم. ذللت الصعوبات لتحقيق أهدافها أما عن المواجهات والمتاعب التي لاقتها لتحقيق النجاح تقول: “لايزال مجتمعنا غير متقبل لاقتحام المرأة مهن شاقة ومتعبة، وبكل تواضع بعد أن استطعت تحقيق هذا النجاح، وكأي امرأة واجهتُ متاعب عدة في عملي لأحقق ما وصلت إليه، ورغم ذلك أمارس مهنتي ووظيفتي بشغف وصدق مهما كانت العقبات التي أواجهها أو سأواجهها”. كما أن فضيلة لا تجد سهولة في تكريس نفسها بالكامل لعائلتها من جهة وعملها كمديرة من جهة ثانية، لكنها لا تعتقد أن الأسرة والعمل في سباق دائم، إذ أنّ المرأة الناجحة ستجد يوماً طريقة لتكون زوجة وأماً متميزة وامرأة أعمال ناجحة، مضيفة:”أنسى أحياناً أنّني امرأة، فكل ما أعرفه هو أنني شخص شغوف بأسرته وبعمله وأتعامل مع مسؤولياتي المهنية والعائلية بالتفاني وأسعى لأبرهن أنّ المرأة باستطاعتها أن تنجح وتتخطى الخوف تماماً كالرجل.