عاشت بعض أحياء مدينة الوادي، يوم أمس، على وقع احتجاجات عارمة، شاركت فيها شريحة واسعة من شباب هذه الأحياء، احتجاجا حسب ما قال بعضهم ل”الفجر” على ”التهميش التنموي وتجاهل المسؤولين لمعاناتهم اليومية التي تتفاقم يوما بعد يوم”، لعل أهمها نقص التهيئة الحضرية في أحيائهم وتأخر عمليات منح الإعانات الخاصة بالسكن الهش، وما زاد من غضبهم ”صمت السلطات المحلية والتي لم تكلف نفسها عناء فتح قنوات للحوار والتواصل مع الأحياء المهمشة خاصة أحياء الجهة الجنوبية التي لا تعكس الإنتماء للمدينة بسبب غياب كل مظاهر التنمية المحلية فيها”. قد تسبب هذا الوضع في خروج العشرات من شباب حي الحرية جنوب بلدية الوادي، والذين قطعوا الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة الوادي وأربعة بلديات هي البياضة، الرباح، النخلة والعقلة، ما عطل حركة المرور ودفع بأصحاب المركبات لتغيير مسارهم نحو طرقات أخرى، بعدما أجبرهم الشباب على التوقف وعدم المرور. وطالب المحتجون بقدوم السلطات المحلية لإيصال مطالبهم مباشرة إليهم، وذكروا في حديثهم مع ”الفجر” أن قطع الطريق جاء احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، والتي لم تكلف مصالح البلدية والدائرة نفسها مشاق التنقل إليهم لتطمينهم حول آجال إصلاح التنمية المتعثرة - حسبهم - في أحياء الجهة الجنوبية من المدينة، والتي يعتبر حي الحرية من أكبر أحيائها. وأضاف هؤلاء أن من بين أبرز النقائص التي سجلوها في حيّهم هو غياب التنمية وحصص البناء الهش وانعدام النظافة، وتكدس الأتربة والغبار في الطرقات واهترائها بالكامل أمام تماطل السلطات في حلها والتي اكتفت ”بالوعود المؤجلة التي لم ينفذ منها شيئا على أرض الواقع ضاربة عرض الحائط مطالبهم التي رفعوها أكثر من مرة كتابيا وشفويا لهم عن طريق المقابلات الرسمية وغير الرسمية على حد سواء”. وسرد السكان القاطنون بحي الحرية عددا من المشاكل التي يتخبطون فيها في كلامهم ل”الفجر”، منها الصعوبة الكبيرة التي يجدونها في المرور عبر الطريق الرئيسي المتواجد بسبب الاهتراء الكبير الذي يظهر عليه، وأبدى هؤلاء استياءهم الشديد جراء الوضعية المزرية التي تميّز جزء كبير من الطريق الواقع بالحي ذاته ما يشكّل معاناة حقيقية لسكّانه على اعتبار أنّهم يجدون صعوبة كبيرة في التنقّل عبره بسبب تواجد الحفر والمطبّات الكبيرة المملوءة بالأتربة والحصى ورغم ذلك لم تشمله التهيئة. ودفعت النقائص ذاتها تقريبا شباب حي تكسبت لغلق الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين حي تكسبت ووسط المدينة، احتجاجا على الطريق المهتري والمهشم، بسبب إصلاح قنوات صرف المياه التي تقوم بها شركة صينية منذ 10 سنوات لم تكمل مشروعها لحد اليوم. وذكر السكان بأن التماطل الواضح والمفضوح في أشغال إنجاز هذه القنوات بوسط المدينة أدى لحدوث حوادث مرور متعددة بسبب الزحمة التي خلفها هذا المشكل كان آخرها إصابة شيخ مسن بلطمة سيارة، عقب خروجه من أداء صلاة المغرب وهي النقطة التي فاضت الكأس وكانت وراء خروج العشرات من الشباب للطرق وغلقه، مطالبين الوالي التدخل قصد تسوية هذا المشكل وحله سيما وأنه وعدهم في الأيام القليلة القادمة في احتجاج مماثل بانتهاء الأشغال في غضون 15 يوما وهو الوعد الذي لم يجسد ميدانيا. وخوفا من انفلات الأمر، سيما وأن الطريق يربط المدينة بباقي ولايات الوطن سارعت مصالح الأمن بمعية رئيس بلدية الوادي لفتح حوار مباشر مع المحتجين الذين صبوا جام غضبهم على السلطات المحلية التي تتجاهل مشاكلهم ولا تلتفت إليهم، إلاّ في الأزمات والاحتجاجات. وذكر هؤلاء أنهم ماضون في تصعيد احتجاجاتهم، ما لم تسارع السلطات المحلية لرسم خطة تنموية واضحة تخرج سكان مدينة الوادي من القرية الكبيرة التي يقطنونها منذ عقود من الزمن.