الكثير منا لا يعرف أن الفنانة التشكيلية الجزائرية باية محي الدين هي زوجة الفنان والموسيقي الحاج محفوظ محي الدين، عميد الأغنية الحوزية والمعروف في مدينة البليدة، هذه الزيجة الثانية للحاج محفوظ والأولى للتي قال في حقها بيكاسو أنها من أكثر الفنانات اللواتي أسسن لمدرسة السذاجة. أنجبت باية ستة أولاد وكذا عدد من اللوحات كانت تتوسطها آلة العود دلالة على تأثرها ووجودها في بيت موسيقي. ولدت في 12 ديسمبر 1931 في برج الكيفان.. عاشت طفولتها الأولى في مشتلة زهور، فنشأت بداخلها علاقة قوية مع الألوان، بعد ذلك أخذتها أخت صاحب المشتلة مارغريت إلى شارع ديدوش، حتى تساعدها في أشغال البيت، وكذا في إدارة محل الورود والعصافير المتواجد بديدوش. لاحظت مارغريت موهبة باية منذ البداية من خلال تماثيل الحيونات والشخصيات الخيالية التي كانت تشكلها من الطين، فتلقت منها الدعم من خلال توفير أدوات الرسم، كما أهتم بها النحات الفرنسي جون بيريساك وعرض رسوماتها على أيمي مايغت ”Aimé Maeght”. عرضت أعمالها لأول مرة على الجمهور الفرنسي بباريس سنة 1947 ونالت أعمالها نحاحا باهرا أعجب الجمهور والنقاد لهذا الفن البدائي العفوي والساذج كانت باية طفلة لم تتجاوز الثالثة عشرة عندما رسمت ما وجده الفنانون شيئاً رائعاً، رغم سذاجته وبساطته، فاهتم بها الفنانون حتى أن بابلو بيكاسو الفنان العالمي (1881 1973) طلب منها أن ترافقه ليعلمها الرسم، فبقيت برفقته عدة أشهر، استفادت خلالها كثيراً. نشرت مجلة فوك ”Vogue” صورتها بينما كان عمرها لا يتجاوز السادسة عشر. لكن زواجها مع الحاج محفوظ الذي كان يكبرها ب30 أحبط مسيرها ومع ذلك عادت للرسم مرة أخرى في التسعينيات.. توفيت باية في البليدة سنة في 9 نوفمبر 1998..