دخل أمس ما يزيد عن 200 ألف موظف، عبر 23 ولاية بالجنوب والهضاب العليا، في إضراب لثلاثة أيام للأسبوع الثالث على التوالي، ليشلوا نحو 76 بالمائة من مؤسسات الوظيف العمومي بهذه المناطق، ما رافقه قرارات صارمة من طرف الإدارة التي باشرت عملية الخصم في أجور المحتجين في تعليمات وجهتها الحكومة، الذين استنكروا اللجوء إلى هذه الأساليب لإجهاض احتجاجاتهم، في الوقت الذي كان لابد من فتح أبواب الحوار والنظر في مطالبهم. نددت نقابة ”السناباست” على لسان منسقها الوطني مزيان مريان، بمواصلة السلطات العمومية ”صمتها” حيال قضية تحيين منح المنطقة على أساس الأجر القاعدي الجديد وبأثر رجعي ابتداء من 01/ 01/ 2008، وقال في بيان تسلمت ”الفجر” نسخة منه ”وأكثر من ذلك راحت تنتهج أساليب القمع البوليسية من خلال أوامرها القاضية بالخصم من أجور المضربين، معتقدة بذلك أنّ سياسة مسك الأمعاء هذه ستُجبر الموظفين للعدول عن إضرابه ، إلا أنّ هذه الأساليب باءت بالفشل مثلما فشلت محاولات ومساعي الوصاية في إقناع النقابات المتبنيّة لهذا الإضراب لأجل توقيفه، وذلك لعدم تقديمها أي ملموس واكتفت فقط بالوعود”. وفي اليوم الأول للإضراب ولأسبوعه الثالث على التوالي اتسعت رقعة الاستجابة، حسب مريان، فقد سجلت ”السناباست” استجابة بنسبة 76،16 بالمائة، في مختلف أسلاك الوظيفة العمومية من تربية وصحة وتعليم عال وأعوان الإدارة العمومية عبر ثلاث وعشرين ولاية معنية، وفي التعليم الثانوي بلغت النسبة العامة في يومه الأول 77،18 بالمائة، وسجلت وكالعادة أعلى النسب بالولايات الجنوبية، حيث بلغت 78 بالمائة ببشار، 75 بالمائة بتمنراست، 73 بالمائة بأدرار، 65 بالمائة بورڤلة و71 بالمائة بالبيّض. وينتظر أن يتم التصعيد اليوم، حيث سينظم المضربون اعتصامات أمام مقرات الولايات ووقفات احتجاجية - يضيف مريان - الذي أكد أن الإضراب سيتواصل للأيام وللأسابيع المقبلة ما لم تعلن الحكومة عن الاستجابة الكافية والمفصلة لمطلبهم، وهو ما أكده ”الانباف” الذي أشار إلى أن نسب الاستجابة تراوحت بين 55.78 بالمائة و78.40 بالمائة.