واصل، أمس، آلاف الممرضين والممرضات إضرابهم في يومه الثاني على المستوى الوطني، والذي بلغت نسبته بين 90 إلى 92 بالمائة حسب النقابة الجزائرية لشبه الطبي، مع ضمان الحد الأدنى للخدمات، كما قام المحتجون بتنظيم اعتصامات ووقفات احتجاجية في المؤسسات التي يعملون فيها، تعبيرا عن رفضهم ل ”سياسة التماطل واللامبالاة” المنتهجة من طرف الوزارة الوصية وتنديدا بالظروف المهنية والاجتماعية التي يعيشونها. دخل، أمس، إضراب 100 ألف ممرض وممرضة اليوم الثاني على التوالي وتسجيل استجابة واسعة في صفوفهم، ما يعكس الحس بالمسؤولية والتضامن بينهم، كون حركتهم الاحتجاجية على حد تعبير مصادر من النقابة الجزائرية لشبه الطبي جاءت ”كحتمية نتيجة لموقف مسؤولي وزارة الصحة والسكان التي أدارت ظهرها لهم بالرغم من دعوة النقابة في أكثر من مرة للحوار وبعث مفاوضات من جديدة لدراسة ومناقشة جملة المطالب المهنية والاجتماعية العالقة التي لم يحقق منها القانون الأساسي الخاص الصادر عام 2011 سوى 50 بالمائة منها، ليبقى الممرضون ينتظرون إصدار النصوص التطبيقية الخاصة بإصدار النصوص التطبيقية للقانون الأساسي الخاص وبالتحديد تسوية وضعية الممرضين المؤهلين، ويمس الإجراء 20 ألف ممرض ينتظرون التصنيف في الرتبة 10 عوض الرتبة 9، حسب ما تضمنه القانون الأساسي الصادر عام 2011، مضيفا أن الوضع نفسه بالنسبة للمناصب العليا التي جاء بها القانون الجديد، وكذلك التأخر في الإفراج عن منحة العدوى التي يستفيد منها كل الأسلاك الطبية. وكانت كل هذه المطالب، صباح أمس، في حدود الساعة الحادية عشرة محل لافتات حملها عمال الشبه الطبي في اعتصامات ووقفات احتجاجية قاموا بها في المستشفيات والمؤسسات الاستشفائية التي يعملون فيها، وقامت ”الفجر” بزيارة المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث تجمع العشرات من أصحاب المآزر البيضاء من الجنسين، كل يعبر عن مشاكله وأوضاعه المزرية مهنية كانت أو اجتماعية ، أين سد مدخل المركز الوطني لعلاج السرطان بالمستشفى، والذي اكتظ بجموع الممرضين والممرضات قادمين من مختلف مصالح المستشفى الجامعي مصطفى باشا الجامعي. وطالب المحتجون مسؤولي وزارة الصحة بضرورة تدارك الأمر ، وحل مشاكلهم بما يسمح به القانون ، وفي إطار ما أقره القانون الأساسي الصادر عام 2011 من خلال الإسراع في إصدار النصوص التطبيقية للمطالب العالقة. وأوضح ممرضون وممرضات تحدثوا ل ”الفجر”، بأن ”سنوات الانتظار والتريث والصبر ولت وجاء الوقت للدفاع عن حقوقنا بالنضال النقابي، ونحن ننتظر منذ أعوام حتى تترجم المفاوضات واللقاءات الثنائية التي جمعت النقابة بمسؤولي وزارة الصحة في أكثر من مرة، والتي تعهدت بأن المطالب والمشاكل في طريقها للحل، لكن بقيت تلك التصريحات مجرد شحنة متواصلة لامتصاص غضبنا وربحا للوقت فقط، وكل يتحمل مسؤوليته”. وأعلن رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي غاشي الوناس، أمس، في تصريح ل ”الفجر”، أن الإضراب متواصل الى يوم غد وسجل في اليوم الثاني نسبة ما بين 90 إلى 92 بالمائة على المستوى الوطني دون تسجيل أي ضغوطات من قبل الإدارة، مضيفا أن النقابة في انتظار دعوة للحوار من طرف الوزارة، لكن ”هذه الأخيرة لحد الآن تلتزم الصمت حيال ما يجري وكأن الأمر لا يعنيها”، ومؤكدا في سياق آخر أن الممرضين واعون بما يقومون به، وهم يضمنون الحد الأدنى من الخدمات في مثل هذه الظروف.