شل أمس الممرضون والممرضات البالغ عددهم أكثر من 100 ألف ممرض، المستشفيات عبر الوطن، بإعلانهم الدخول في إضراب عن العمل لمدة ثلاثة أيام على مستوى جميع المؤسسات الاستشفائية والصحية. وشهد الإضراب الذي شنته نقابة شبه الطبي التفافا واسعا من قبل الممرضين بنسبة إضراب تجاوزت 90 بالمائة، أغلبها في الولايات الكبرى على غرار العاصمة التي سجلت فيها نسبة 100 بالمائة، وتيزي وزو، ووهران، وتجاوزت نسبة الإضراب 95 بالمائة في ولايات عديدة، وسجلت نسبا قياسية عبر ولايات الجنوب التي سجلت هي الأخرى نسبا قياسية. وعبر عدد من موظفي شبه الطبي ممن احتجوا في مستشفى بارني مؤكدين بأن الوضع لم يعد يسكت عنه، بعد تجاهل الوصاية لمطالبهم. وتوقفت جل المصالح الاستشفائية عبر مختلف أجنحة التمريض، عبر كامل المستشفيات مع ضمان الحد الأدنى من الخدمات. لكن سُجل من جهة أخرى استياء لبعض المرضى جراء تأخر علاجهم بسبب الإضراب، حيث لم يستطع الأطباء القيام بمهامهم بسبب إضراب الممرضين والممرضات، سيما وأن أكثر الأقسام التي تضررت من الإضراب أقسام التوليد. حيث توقفت أشكال العلاج والخدمات التي يُقدمها الممرضون داخل المستشفيات، ولم يتمكن عدد كبير من الأطباء من القيام بمهامهم في مختلف أقسام المستشفيات. وصرح الغاشي الوناس ل"الشروق" أن لقاءهم الأخير مع الوزارة لم يلب طموحاتهم ولم يتمكنوا من افتكاك الوعود التي صرحت الوزارة بتنفيذها. وطالب الوزير زياري بفتح أبواب الحوار مع النقابة، مؤكدا أن الوزارة سجلت موقفا سلبيا إزاء مطالبهم التي رفعوها سابقا، حيث لم تلبّ انشغالاتهم إلى غاية الساعة. ومن بينها الصيغة التي وافقت عليها مديرية الوظيف العمومي وأشرت عليها ولم يبق سوى تجسيدها على أرض الواقع، إلا أن اللجنة الجديدة تنكرت لها. وأكد الغاشي الوناس أن الوزارة رفضت تحديد آجال معينة لتسوية الوضعية. وذكر المتحدث من جهة أخرى أن نحو 20 ألف ممرض ينتظرون إعادة تصنيفهم إلى الرتبة 10 عوض التصنيف رقم 09. وقال الغاشي: "إنه في حال عدم تلبية الوزارة لمطالبنا سنتجه إلى خيار الإضرابات الدورية، كآخر حل لأجل افتكاك مطالبنا". وقال المتحدث: "إنه من غير المعقول أن يتأخر صرف رواتب الممرضين إلى أكثر من شهرين وهو غير منطقي، حيث أضحى الممرض يتلقى راتبه الشهري بعد مرور شهرين كاملين". ورفعت النقابة أيضا مطلب تمكين طلبة شبه الطبي من مواصلة الدراسة للحصول على شهادة ليسانس في نظام "آل أم دي"، وهو ما يعني بالنسبة للممرضين الإفراج عن مسار مهني جديد بعدما حبست أنفاسه في السنوات الثلاث التي يقضونها في المدرسة الوطنية للتكوين شبه الطبي بعد الحصول على شهادة البكالوريا. وقال غاشي إن الإضراب الذي شرع الممرضون أمس في تجسيده استجابة لنداء النقابة، جاء في أعقاب تراجع الوزارة عن وعودها التي قطعتها نهاية السنة الماضية حينما هددت النقابة بالإضراب المفتوح. وفي كل هذا تقف وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات موقع المتفرج دون تدخل من قبلها، سيما وأن هذا الإضراب هو الثاني في أقل من أسبوع بعد الرسالة التحذيرية التي وجهتها نقابة ممارسي الصحة العمومية، وأيضا بعد التكتل النقابي الموازي للمركزية النقابية الذي جمع نقابات الصحة والتربية. وهو ما بات يهدد الوزارة المعنية. علما أن إضراب شبه الطبي يدوم ثلاثة أيام كاملة، ويقدر عدد موظفي شبه الطبي بحوالي 100 ممرض وممرضة من بينهم قابلات.