كان على الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، أن يغير اسمه إلى حزب الاستعمار، حتى يكون اسما على مسمى. أمين عام هذا الحزب قال إنه على المغرب أن يقود حربا على الجزائر لاسترجاع تندوف وبشار المحتلتين من الجزائر. وأنا أقول لهذا المغربي الذي يبدو أنه ورث حقد سيده الحسن الثاني، وبعيدا عن الكلام السياسي الكبير، وأن الحدود الموروثة عن الاستعمار لا تراجع عنها، أقول له استرجع سبتة ومليلية أولا، وفكها في الصحراء التي تدّعون مغربيتها، ومن ثم هاجم الجزائر، إن كان لك جيش يقدر على جيش الجزائر. هل نسي هذا المغربي الحقود، الصفعة التي وجهتها له إسبانيا، لما أرسل الملك الشاب في صائفة 2002 فرقة عسكرية إلى جزر ليلى في الأطلسي؟! ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها المغرب الاصطياد في المياه العكرة، والجزائر تعرف - حاشى الشعب المغربي - جار السوء الذي هو النظام المغربي، ولم ننس عدوانه سنة 1963 ومحاولته ”استرجاع” هذه الأراضي التي يريد اليوم هذا الزعيم السياسي المغربي ”استرجاعها”، بعد أقل من سنة من خروج الجزائر من فترة استعمار طويلة ومريرة كلفته سنوات جهاد طويلة ومقاومة مضنية. ثم إن كان جيش المخزن فشل في عدوانه هذا، والجزائر ما زالت هشة، وجيشها منهك من حرب قادها ضد أكبر قوة في الحلف الأطلسي، فكيف له أن يخرج منتصرا هذه المرة، والجيش الجزائري يعد أكبر قوة عسكرية إفريقية. أم أن الزعيم المغربي يريد اغتنام فرصة تواجد قوة عسكرية أمريكية في إسبانيا قوامها 500 مارينز، ذهبت الصحافة المغربية لتفسير تواجدها على أنها ضد الجزائر. وتحضر لتدخل في حال حدثت انتفاضة ما في الجزائر ترافق انتقال السلطة، قلت يريد اغتنام الفرصة لإعطاء القوة الأمريكية مبرر التدخل؟! أقول لهذا السياسي ”المحنك”، كنا في الكثير من الأحيان نلوم السلطة على تعنتها في فتح الحدود مع المغرب، وحرماننا من التواصل مع شعبه الطيب، مع أن مبررات السلطة مؤسسة، وهي العدوان الذي يواصله المخزن ضد شبابنا بسموم المخدرات، لكن هذه المرة، لن تلقى الرد من بوتفليقة أو الحكومة أو الجيش فحسب، وإنما من الشعب الجزائري كله، ولك في المأساة الكروية مع مصر خير دليل. أما بالنسبة للجيش فحاول أن تهاجم الجزائر وتحتل ذرة من ترابها، حاول، يومها ستكون حادثة تيغنتورين في ورڤلة بالنسبة لما سيعيشه الجيش المغربي المحتل، مجرد مفرقعات بيد أطفال!؟ لا أقول الشعوب على دين ملوكها، حاشى الشعوب، وإنما السياسيون على دين ملوكهم. غيرك كان أشطر يا هذا. وأقول لك ما قاله وزير خارجية روسيا، للوزير القطري، لما هدده أن يستعمل الفيتو ضد استصدار قرار ضد سوريا، ”اسكت، وإلا لن يكون هناك بلاد اسمها المغرب بعد اليوم”!