المخابرات الأمريكية حذرت من تسلح المغرب ورغبته في مطاردة البوليزاريو على التراب الجزائري حذّرت المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" في تقرير لها أرسلته إلى البيت الأبيض، من التسلّح المغربي الملفت للإنتباه، في ظل "خلافاته" مع الجزائر وإسبانيا خلال الآونة الأخيرة، بشأن قضية الصحراء الغربية، وتوقعت "السي آي إيه" لجوء المغرب إلى توجيه "ضربة عسكرية" وشن "حرب" على جبهة البوليزاريو لتقويض مطلب تقرير المصير وتصفية الإستعمار. وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه)، في برقية عاجلة لها، حسب ما تناقلته أمس العديد من المواقع الإخبارية، بشأن "ملف" محور الجزائر-المغرب-مدريد، إلى البيت الأبيض وإدارة الكونغرس الأمريكي، حذرت من وضع المملكة المغربية لقواتها العسكرية في حالة تأهب قصوى بجنوب المغرب، وإستعدادها "للقيام بهجوم عسكري على جبهة البوليزاريو في أي وقت إذا حاولت الأخيرة القيام بأي عملية عسكرية ضد المغرب". وذكرت "سي أي ايه" حسب معلومات قالت أنها بحوزتها، بأن الجيش الملكي "على أتم الإستعداد وبتصميم محكم للردّ على جميع محاولات البوليزاريو"، وأكثر من ذلك، فهو عازم حسب البرقية السرّية على "إستخدام حقّ مطارة جبهة البوليزاريو على التراب الجزائري" السيد! وحسب وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، فإن السلطات العليا المغربية طلبت من القيادة العامة للجيش الملكي "ورقة طريق حول سيناريو هذه العملية والنتائج التي قد تترتب عنها"(..)، كما ركزت "السي آي إيه" على غرق المخزن المغربي في إبرام صفقات التسلح بطريقة ملفتة للتعجب والإستغراب. وجاء تقرير المخابرات الأمريكية، في ظل الجنون الذي أصاب المخزن ضد كل من الجزائر وإسبانيا والبرلمان الأوروبي والبوليزاريو وحتى المنظمات الحقوقية مثل هيومن رايت، بسبب المواقف المندّدة بالمجازر المرتكبة في حق سكان العيونالمحتلة، ولذلك، حرّك المخزن أحزابه وجمعياته، وأخرجها للشارع قبل أيام في مظاهرات إحتجاجية ضد الموقف الدولي وإرادة الهيآت الدولية في تصفية واحد من آخر الإستعمارات بالمنطقة، وكذا مطلب الشعب الصحراوي بالإستقلال. ويُحاول منذ أسابيع المخزن المغربي "شحن" أجهزته للتصدّي إلى إنجاح مفاوضات نزيهة وعادلة بين طرفي النزاع، بعد ما لمست المملكة أنها قاب قوسين أو أدنى من تضييع خططها الرامية إلى تمديد معاناة الشعب الصحراوي وإخضاعه إلى الترهيب والمجازر الإرادية والضغوط، في محاولة مفضوحة لليّ ذراع البوليزاريو ودفعها على التراجع والإستسلام، وهي المؤامرة التي باءت بالفشل حسب ما أكده الرئيس الصحراوي في الأرض المحتلة المقاومة للإستعمار المغربي. وجاءت "النشرية التحذيرية" لوكالة "سي أي إيه"، في ظلّ شهادات وإعترافات من داخل المغرب، كشفت رفع المغرب السنة الماضية مثلا للميزانية المخصصة للجيش، حيث تمّ رصد 9.5 ملايير درهم مغربي لاقتناء المعدات والعتاد العسكري وتسديد النفقات الموازية المخصصة للاستعلامات العسكرية، مع تخصيص 10 ملايير درهم لبناء قواعد عسكرية، وإصلاح الثكنات والمدارس العسكرية وتطوير مستشفيات تابعة للجيش. ولا يخفي المغرب ربط تسلحه الغريب بالتطورات المرتبطة بقضية الصحراء الغربية، ويفسّر مراقبون داخل المغرب هذه الحملة التسلحية بالعلاقات المغربية الجزائرية والمغربية الإسبانية، وفيما حذّرت "سي آي إيه" من "حرب محتملة"، فإن أصواتا داخل المملكة تسوّق ل"إستعداد المغرب دائما لأي تطورات محتملة"! ومع "تحذيرات" وكالة الإستخبارات الأمريكية، كان المغرب قد أبرم صفقة لشراء 24 طائرة حربية أمريكية متطورة من طراز "أف 16"، بقيمة 233.6 مليون دولار، إضافة إلى تجهيزات وخدمات ملحقة بقيمة إجمالية يمكن أن تصل إلى مليارين و400 مليون دولار، وتنوي القوات الجوية الملكية المغربية بناء قاعدة خاصة بطائرات "إف 16". كما تتعلق الصفقات "الحربية" بطائرات من نوع "سي 27 خي سبارتان" بقيمة إجمالية تصل إلى نحو 130 مليون أورو، بعد ما أبرم المغرب صفقة تحديث 27 طائرة من نوع "ميراج اف 1" الفرنسية الصنع للرفع من قدرتها القتالية من حيث حمل صواريخ ورادار متطور. ويمتلك الجيش المغربي نحو 48 دبابة روسية من طراز "تي 72" بعضها مزود بدروع تفاعلية، كما يتوفر على 300 دبابة أمريكية من طراز "إم 60"، ونحو 440 ناقلة جنود مدرعة أمريكية من طراز "إم 113"، وهي جزء من عمليات التسلّح التي إستخدمتها "السي أي إيه" لتحرير "إنذارها من حرب محتملة"!