خرج اللقاء الثنائي الروسي - الأردني المشترك باتفاق يقضي بعقد مؤتمر دولي يجمع كل اللاعبين بما فيهم الأساسيين والثانويين الفاعلين في الأزمة السورية من أجل التمهيد لتفعيل اتفاقية ”جنيف” التي تأخر تنفيذها، فيما لوّحت باريس باحتمال إدراج ”جبهة النصرة” ضمن القائمة السوداء لتضم صوتها إلى واشنطن التي اتخذت أولى الخطوات بإدراج هذه الجماعة الإسلامية المتشددة على قائمة المنظمات الإرهابية. ^ قالت وزارة الخارجية الروسية في بيانها، أمس، إن وزيرها سيرغي لافروف خرج من لقائه مع نظيره الأردني بتوصيات هامة أبرزها عدوة الطرفان الى عقد مؤتمر دولي لبحث الأزمة السورية مؤديا على ضرورة بذل الجهود الفعالة من كافة الأطراف المعنية من أجل تنفيذ المبادرة الأمركية-الروسية وتهيئة الأرضية اللازمة لتنفيذ بيان جنيف المتفق منذ عام 2011، ولم يعرف أي تقد إلى حد الساعة، كما شدّد الطرفان الأردني والروسي على أهمية التعجيل بالخيار السياسي لوقف نزيف دماء السوريين وإجهاض عمليات النزوح اليومية لسكان المنطقة نحو الدول المجاورة، وكان كيري اتفق مع نظيره الروسي خلال اجتماعهما الأخير على هذا المقترح على أن تلتقي الأطراف الفاعلة في القضية السورية قبل نهاية الشهر الجاري. من جانبها، تحرص بريطانيا على عقد قمة طارئة في لندن لإيجاد حل للصراع السوري وهو ما أكده رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وذكرته صحيفة ”ديلي تلغراف” البريطانية، أمس، حيث قالت إن كاميرون سيسعى خلال لقائه مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما لتمهيد الطريق أمام لندن، لاستضافة قمة يحضرها جميع اللاعبين الرئيسيين في الأزمة السورية، حيث أجرى، أمس، وزير الخارجية البريطاني محادثات مع بوتين في مقر إقامة الأخير في مدينة سوتشي الروسية قبل أن يتوجه إلى واشنطن للقاء أوباما، الإثنين المقبل، كما تتمسك لندن بوقفها من قضية السلاح الكيماوي في سوريا إذ لا تزال مصرّة على أن النظام عمد الى قصف مواطنيه بالسلاح المحظور وكشف كامرون خلال تصريحات إعلامية سابقة أن بلاده تملك أدلة محدودة ومقنعة في هذا الشأن، وهو ما يتناقض مع إعلان كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة التي وجهت أصابع الاتهام في هذه القضية للمعارضة. وعلى صعيد آخر، ذهبت واشنطن إلى الدفاع عن الخيار السياسي لحل الأزمة في المنطقة، حيث قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل في كلمة ألقاها في معهد ”واشنطن انستتيوت فور نير إيست بوليسي” إن حلول مشاكل منطقة الشرق الأوسط سياسية وليست عسكرية مشيرا إلى دور الولاياتالمتحدة في التأثير على ما يجري في سوريا دبلوماسيا وعسكريا بالتنسيق مع حلفائها. وفيما يتعلق بردود أفعال المجتمع الدولي بشأن تبني تنظيم القاعدة في العراق لجبهة النصرة السورية أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، أن محادثات غير رسمية بدأت نهاية الاسبوع الماضي في لندن على هامش اجتماعات مجموعة الثماني حول تصنيف ”جبهة النصرة” الإسلامية السورية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، على أن تستأنف الأممالمتحدة هذه المشاورات في وقت لاحق، وإن حصل ودعمت الهيئة الأممية هذه الخطوة فإن ذلك يقضي بإدراج ”جبهة النصرة” على لائحة لجنة العقوبات بناء على قرار مجلس الأمن 1267 المتعلق بالقاعدة.