زادت خلال الأيام الأخيرة وتيرة التحركات الدبلوماسية الدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية التي طالت والتي كان يعتقد الغرب وحلفاؤه أنها ستدوم عدة أسابيع أو شهور وليس سنوات. سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيسين الروسي بوتين والأمريكي أوباما، الاثنين المقبل، تمهيدا للقمة الطارئة التي دعا إليها كاميرون والهادفة إلى إيجاد حلّ للصراع المتصاعد في سوريا. وكانت روسيا وأمريكا قد تعهدتا الأسبوع الماضي، بدفع حكومة الأسد والمعارضة لإجراء محادثات حول انتقال سياسي للسلطة في البلاد، وذلك بدعوتهما لعقد مؤتمر دولي قبل نهاية ماي الجاري وتطبيق خطة جنيف للسنة الماضية. كما دعت روسيا والأردن، أمس الجمعة، جميع الأطراف المعنية إلى بذل جهودها من أجل عقد المؤتمر الدولي، وشدد وزيرا خارجيتهما على ضرورة وقف نزيف الدماء وبدء المباحثات بين الحكومة وجميع المجموعات المعارضة التي يجب أن تتوحّد على أساس الإستعداد للتسوية السياسية للأزمة. ومعلوم أن أمريكا ترى أنه لا مكان لبشار في أي تسوية سياسية. كما أن بريطانيا تضغط من أجل رفع حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الائتلاف المعارض. ورغم تشاؤم البعض من امكانية نجاح المؤتمر الدولي، فإن دمشق رحبت بالتقارب الروسي الأمريكي، لأنها تثق بثبات الموقف الروسي لتنفيذ ما جاء في البيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل الدولية في جنيف 30 جوان الماضي، والذي حدد الإطار والأسس للحلّ السياسي التفاوضي للأزمة السورية. كما أن الإبراهيمي قرر البقاء في منصبه ومواصلة مساعيه لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من سنتين، بعدما ترددت أنباء عن تلويحه في السابق بتقديم استقالته، حيث استجاب لطلب الأمين العام «بان كي مون» والذي أكد بقاءه في منصبه. غير أن الشيء المؤكد في سوريا، هو أن الخاسر الوحيد من هذا الصراع هو الشعب السوري، فهم يخسرون أرواحهم وديارهم وثرواتهم كما يخسر الأطفال طفولتهم، ومع طول هذا الصراع يفقد المجتمع السوري إحساسه بهويته أيضا، حيث ينتقل المجتمع من أزمة سياسية إلى أزمة مجتمعية، وذلك بتزايد العنف الطائفي.