أعلنت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية رفضها المشاركة في استقبال الشيخ يوسف القرضاوي الذي يزور قطاع غزة رفقة شخصيات إسلامية، وأبلغت الفصائل حركة حماس رفضها المشاركة في استقبال القرضاوي بسبب ما يثيره من جدل بالفتاوى المختلفة التي يطلقها ووقوفه جانب حزب فلسطيني واحد. اعتبر المسؤولون في الفصائل أن هذه الزيارة تأتي تعزيزا للانقسام ودعم لتقوية حركة حماس في غزة دون بقية الفصائل الفلسطينية العاملة على الساحة، وقال ممثلون عن هذه الفصائل إنهم لن يشاركوا في أي استقبال أو اجتماع مع القرضاوي وكان الشيخ يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين وصل إلى قطاع غزة على رأس وفد من علماء دين يمثلون 14 دولة، ويضم الوفد أيضا 38 متضامنا من مختلف الدول بينهم عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني، ووفد من وزارة الأوقاف المصرية يضم 17 عاملا وشيخا، وكان عشرات الصحافيين الفلسطينيين قد قرروا عدم تغطية زيارة رئيس الشيخ يوسف القرضاوي، التي لاقت ترحيبا كبيرا من حركة ”حماس” وحكومتها، ورفضا شديدا وانتقادات لاذعة من عدد من الفصائل والهيئات والمثقفين والكتاب والصحافيين والشخصيات الاعتبارية. هذا واعتبر القيادي في حركة فتح يحيى رباح أن زيارة القرضاوي تندرج في سلسلة الزيارات المثيرة للجدل إلى غزة والتي لم نر منها شيئا يفيد الشعب الفلسطيني سوى أنها تحرض الشعب الفلسطيني على نفسه، وتضاعف من حجم الرهانات الخاطئة التي تتثبت بها حركة حماس ولكنها لم تنه الحصار ”الإسرائيلي”، وبالتالي تأتي زيارة القرضاوي في هذا السياق السلبي الذي يشعر به الفلسطينيون، وأوضح في تصريح ل ”الفجر” أن جميع هذه الزيارات مرفوضة ولا يمكن لحركة فتح التعامل معها لأنها لم تأت من بوابة الشرعية الفلسطينية، وتأتي من منطلق البحث عن دور والعبث بالقضية الفلسطينية، وأضاف رباح ”مع الأسف زيارة القرضاوي تأتي في ظلال أن القرضاوي أصبح مفتيا لحلف الناتو، وحلف الناتو وحلفائه أحدثوا صدمة قبل يومين عندما دعتهم بعض أطراف المعارضة السورية، ودعاهم القرضاوي من قبل إلى التدخل عسكرياً في سورية، وهو ما تم بتكليف ”إسرائيل” بالمهمة التي حدثت قبل يومين في سورية”. من جهته، اعتبر لؤي المدهون عضو المكتب السياسي ورئيس دائرة الحريات العامة لحزب فدا، أن زيارة الشيخ يوسف القرضاوي إلى قطاع غزة مسيسة وغير مرحب بها من قبل حزبه وتعمل على تعزيز الانقسام. وأشار المدهون في تصريح ل ”الفجر” إلى أن الشيخ القرضاوي كان قد تدخل كثيرا في الشأن الداخلي الفلسطيني وما زال بتحريمه على غير الفلسطينيين زيارة مدينة القدس، في رده على دعوة الرئيس محمود عباس العرب والمسلمين لزيارة القدس، بقوله ”إن من حق الفلسطينيين أن يدخلوا القدس كما يشاؤون، لكن بالنسبة لغير المسلمين لا يجوز لهم أن يدخلوها”، وقال المدهون إن أي زيارة لأي مسؤول سياسي أو ديني لقطاع غزة دون تنسيق مع حكومة الدولة الفلسطينية فإن زيارته تدعم وتعمّق الانقسام الداخلي بين الضفة وغزة. من جانبها، بررت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عدم المشاركة في استقبال القرضاوي، بأنه شخصية ”ليست سياسية يتطلب منها المشاركة باستقباله”، وقلّل صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة من أهمية الزيارة، وقال: ”هذا الموضوع لابد أن يأخذ حجمه، وأن يبقي ضمن هذا الحجم، ونحن لسنا معنيين بهذه الزيارة حتى نشارك”. وفي ذات الوقت رفض زيدان، أي عملية لتديين السياسة أو العكس، قائلا: ”إن هذا يتناقض مع طبيعة القضية الفلسطينية ومرحلة الكفاح الفلسطيني، كونها مرحلة كفاح وطني تتطلب تجميع كل الطاقات والحصول على أوسع دعم وتفعيل للحق الفلسطيني على كل المستويات الإقليمية والدولية”. هذا وقرر حزب الشعب عدم المشاركة ضمن الوفد الرسمي للشيخ القرضاوي، معللاً ذلك بأن القرضاوي شيخ دين وأن الأصل أن يستقبله رجال دين، أما أن ترتدي الزيارة ثوبا سياسيا فهذا أمر له علاقة بخلط الدين بالسياسة ولا نوافق عليه، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن القرضاوي له العديد من المواقف السياسية التي أثارت إشكاليات على الصعيد الفلسطيني والعربي والتي كان آخرها طلبه من الولاياتالمتحدة ضرب النظام السوري، وأكد على أن فلسطين تستقبل كل ضيوفها لكن تسييس هذه الزيارة لصالح حزب معين غير مقبول.