دعا من غزة إلى الوحدة الفلسطينية دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الفلسطينيين، إلى الوحدة للوصول إلى الحقوق والأراض الفلسطينية، وأكد أن كل من يؤيد الاختلاف بين الفلسطينيين "مجرم وآثم"، متعهداً باستمرار العمل لتوحيد الفلسطينيين. وطالب الشيخ القرضاوي بالعمل على توحيد الشعب الفلسطيني وقيادته، وكشفِ أن كل من لا يريد هذه الوحدة لتعلم الأمة "مَن الكاذب ومن الصادق"، مشيراً إلى أن أتباع فلسطين الواحدة يطمحون ويعملون من أجل أن يصلوا إلى حقوقهم الكاملة. وجاءت دعوة الشيخ القرضاوي -الذي يزور قطاع غزة على رأس وفد علماء دولي- خلال احتفال بالجامعة الإسلامية التي منحته درجة الدكتوراه الفخرية في احتفال لنصرة الأقصى والأسرى، وذلك برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وأكد القرضاوي في كلمته التي أعقبت كلمات متعددة لرؤساء الوفد الزائر لغزة أن "الحق الفلسطيني سيعود لأصحابه طال الزمن أو قصر"، مشدداً على ضرورة أن تتحد الأمة الإسلامية كلها لتكون مع فلسطين. وشدد على أن قضية فلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية أمة كاملة وأحرار يعملون من أجلها ولا بد من العمل على "إعادة الحق العربي الفلسطيني الإسلامي العالمي الإلهي العادل إلى أصحابه" . وندد القرضاوي بالمفاوضات التي يجري التحضير لها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، مؤكداً "أننا لا نقبل أبداً المزايدات والملاعبات والحوارات التي يجريها الفلسطينيون والأمريكان وأتباع هؤلاء لعزلنا عن القضية الفلسطينية" . ودعا القرضاوي العرب والمسلمين إلى الوقوف بجانب القدس والأقصى، وتحدث عن استمرار الحفريات الإسرائيلية تحت الأقصى الذي بات مهدداً بفعل ما تقوم به إسرائيل، مطالباً بموقف عربي موحد تجاه ما تتعرض له القدس. وقبل ذلك عقد القرضاوي لقاءً مع هنية ووزراء حكومته في غزة أكد فيه أن الأمة الإسلامية ستنتصر بأهل غزة الذين وصفهم أكثر من مرة بأهل الكرم والعزة، رافضاً كل مساعي التفريط بفلسطين وترابها. وأعلن الدكتور يوسف القرضاوي أنه لا يجوز التنازل عن أرض فلسطين، وأن النصر سيكون قريبا للفلسطينيين، وأشار إلى أن الأمة الإسلامية في معركة مع "الصهيونية" وليس اليهودية، وذلك خلال زيارته إلى قطاع غزة، حيث منح جواز سفر فلسطينيا من إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس، والذي أكد للقرضاوي أن حركته لن تتنازل ولن تعترف بإسرائيل. وقال القرضاوي خلال لقائه ووفد علماء المسلمين الذي يرأسه مع الحكومة المقالة في خيمة كبيرة نصبت على أنقاض مقر "قصر الحاكم" مقر حكومة حماس الذي دمرته إسرائيل أنه "لا يجوز التنازل عن الوطن، وليس من حق أحد أن يأخذ بدلا منه شوية فلوس". وتأتي كلمات القرضاوي هذه في الوقت الذي تجري فيه الإدارة الأمريكية اتصالاتها مع الأطراف المعنية في المنطقة، لبلورة خطة جديدة لإطلاق عملية مفاوضات جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في أعقاب موافقة الوفد الوزاري العربي على فكرة تبادل الأراضي ضمن عملية التسوية مع إسرائيل. وشدد القرضاوي على أن النصر سيكون في النهاية حليف الفلسطينيين في معركتهم مع إسرائيل، وشبه إسرائيل التي تقول إنها "دولة لا تقهر" بالتتار الذين هزموا من المسلمين في مصر قبل مئات السنين، مضيفا "سننتصر على الذين يمتلكون أسلحة دمار شامل وأسلحة نووية وكيماوية". ووجّه رسائل لإسرائيل، بأنها لن تستطيع بعد الآن دفع الفلسطينيين إلى هجرات جديدة من وطنهم، وقال ان فلسطين "لم تكن يوما لليهود"، وأنها "عربية إسلامية وستظل حتى النصر". ووجّه الشكر لأبناء غزة، وقال إنهم "يمثلون الأمة الإسلامية"، في الصراع مع إسرائيل، وإنهم "حملوا راية الجهاد"، معلنا في ذات الوقت تأييده لهم، وأضاف يقول "أشعر حين ألتقي أهل غزة بأنني ضعيف أمام قوة هذا الشعب". ونفى أن يكون الخلاف الناشب الآن خلافا بين المسلمين واليهود، وقال "المعركة مع الصهيونية القاتلة المدمرة"، لافتا إلى أن هذه الصهيونية "بعيدة عن اليهودية". وقال القرضاوي إن وفد العلماء المسلمين الذي يرأسه قدم من دول عربية وإسلامية وأجنبية كثيرة، وجاء إلى غزة كي يقول "أيدينا بأيديكم". وأحيطت زيارة القرضاوي لغزة بإجراءات أمنية مشددة، حيث انتشرت فرق من الأجهزة الأمنية المختلفة في حكومة حماس لتأمين الطرق والمناطق التي زارها. ولوحظ تجول دوريات شرطة بشكل كبير، وأفراد من أجهزة الأمن على المفترقات والشوارع الرئيسة، وهذه هي الزيارة الأولى للقرضاوي منذ العام 1958، حين كانت غزة خاضعت للإدارة المصرية بعد هزيمة العام 1948 . وشارك القرضاوي في اليوم الثاني لزيارة غزة في افتتاح مؤتمر نصرة الأسرى والأقصى، بالجامعة الإسلامية، قبل أن يشارك في احتفال جماهيري كبير نظمته حركة حماس في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة. وخلال المؤتمر تحدث القرضاوي مرة أخرى وطالب الفلسطينيين بإتمام المصالحة، وقال "لا يجوز أن تبقى غزة في جهة والضفة في جهة أخرى، وأكد أنه سيعمل لتوحيد الفلسطينيين". ودعا في كلمته خلال المؤتمر إلى "الجهاد"، وشدد على ضرورة عدم الاعتراف بإسرائيل. ومنحته الجامعة الإسلامية شهادة الدكتوراة الفخرية في ختام زيارته لها. ولاقى القرضاوي حفاوة استقبال كبيرة من قبل حركة حماس وأركان حكومتها، وسط انتقادات شديدة اللهجة من قبل السلطة الفلسطينية وحركة فتح وفصائل منظمة التحرير، حيث وصفت زيارته ب"المشبوهة"، واتهم بالتحيز لحماس. من جهته، قدم هنية في ختام اللقاء جواز سفر فلسطينيا للقرضاوي، ومنحه الجنسية الفلسطينية، وقلده وسام القدس، وأهداه عدة دروع، كما قلد كذلك الرئيس السوداني السابق سوار الذهب وهو أحد أبرز أعضاء الوفد وسام القدس، وأهداه درعا تكريميا. وقال هنية موجها حديثه للقرضاوي الذي حرم التنازل عن فلسطين "لن نتنازل عن أرضنا، ولن نفرط حقوقنا، ولن نعترف بإسرائيل". وأكد تمسك حركته بكل الثوابت الفلسطينية، المتمثلة في العودة وتحرير الأرض والأسرى وإقامة الدولية، وتابع يقول "لن نقبل لأحد أن يتنازل عن شبر من فلسطين".