مزيان مريان: "من مصلحة القطاع تدخل الوزارة لاستبعاد المرضى وإعطائهم أجورهم كاملة" يعود ملف الأمراض المهنية التي يتعرض لها أساتذة إلى الواجهة، في ظل عدم فصل الوزارة الوصية في ملف طب العمل، للواجهة بعد فضيحة تحويل أزيد من 8 آلاف منصب مكيفة لأساتذة ادعوا المرض للحصول عليها عن طريق المحاباة والمحسوبية، والتي فجرتها النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، والتي أكدت أنها ستقدم الملفات للوزير حول الخروقات التي تعرفها مختلف مديريات التربية، بعد أن اعتبرت أن الأمر خطير بسبب تفشي الأمراض المهنية، والتي مست إلى حد الآن أزيد من 90 ألف أستاذ، وفق دراسة ل”السناباست”، ودعت الوزير بابا احمد للتدخل سريعا لاستبعادهم من التدريس، لأنه من الخطورة ترك تلاميذ مع من لهم أمراض عصبية، كما من الخطورة ترك أساتذة في هذه المهنة التي تهدد حياته بالموت. وأكد المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست” مزيان مريان في تصريح ل”الفجر” أنه وفي اللقاء الذي جمع بابا احمد مع أعضاء المكتب الوطني للنقابة تم طرح قضية الأمراض المهنية والمناصب المكيفة، والذي كان قد أشار إليه المتحدث عقب اجتماع الأسبوع الماضي، والذي نقل فيه اعتراف الوزير بشأن المناصب المكيفة بأنه توجد تجاوزات، وأن الوصاية بصدد إعداد قرار بهذا الشأن يتضمن معايير ومقاييس محددة للموظفين المعنيين بهذه المناصب لقطع الطريق أمام ”التلاعبات”، وحتى لا يتصرف فيها مديرو التربية كما يشاؤون، وهنا ذكرت ”النقابة ”، واستنكرت العدد الهائل للموظفين الأصحاء الموضوعين تحت التصرف عن طريق المحاباة والمحسوبية مقابل معاناة كثير من المرضى والعاجزين، خاصة المدرسين منهم، وفي هذا الصدد اعترفت الوزاة بأنه حاليا يوجد أكثر من 8000 وضع تحت التصرف في مختلف مديريات التربية بالولايات وسيتم التحقيق فيها. وأوضح مزيان مريان في هذا الصدد أن الحالات المحصية حول التجاوزات التي حدثت مست مختلف مديريات التربية وفق المعلومات التي استيقت من المكاتب الولائية للنقابة، حيث مكن أساتذة وهو يتمتعون بصحة جيدة من نيل مناصب في مديريات التربية وفي مختلف إدارات مؤسسات التربية وهم لا يزالون يتقاضون أجر الأستاذ، وهو ما يراه أنه ”ظلم في حق الآلاف من الأساتذة المرضى الذين لا يزالون يمارسون مهنة التمدرس والذي تخرق أجسادهم مختلف أنواع المرض التي نتجت عن مزاولة مهنة التعليم، على غرار الضغط، والأمراض العصبية وأمراض مزمنة أخرى عديدة”. ”السناباست”: انتظار ملف طب العمل وخروج القوانين سيعقد الأمور واعتبر مزيان مريان أن انتظار وزير التربية إلى غاية خروج قوانين طب العمل ليس في صالح القطاع، وخاصة التلاميذ الذين يوضعون تحت وصاية أساتذة مرضى عصبيا، ودعاه إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة من اجل منح المرضى في مناصب إدارية، أو الاتفاق مع الضمن الاجتماعي من اجل صرف أجورهم دون ممارسة عملهم، بعد أن أكد أن أرقام المرضى في تصاعد يومي، وهي في حدود 90 ألف مريض اليوم، أي بنسبة 15 بالمائة من عمال القطاع المتجاوز عددهم 600 ألف موظف. ويأتي تهافت الأساتذة على المناصب المكيفة والحصول عليها بطرق ملتوية هربا من مهنة التدريس التي أضحت ثقيلة ،فعديد المؤطرين من معلمين واساتذة - حسب مصادر مسؤولة من القطاع - يسعون وراء هذه المناصب بسبب ثقل المناهج، والساعات الإضافية العديدة، علاوة على تزايد العنف المدرسي، وارتفاع عدد التلاميذ في القسم الواحد ليصل في بعض المدارس إلى 50 خاصة في المتوسط، ما يجعلهم يبحثون عن مناصب إدارية خاصة وأن أجورهم تبقى نفسها. 15 مرضا تطال عمال التربية وتضاف تحذيرات ”السناباست” إلى تحذيرات النقابة الوطنية لعمال التربية التي حذرت من الأمراض التي تفتك بالأساتذة والمتجاوز عددها 15 مرضا على غرار الحساسية بكل أنواعها، والدوالي وارتفاع الضغط الدموي، الذي أصبح يصيب عددا كبيرا من الأساتذة الذين لم تتعد أعمارهم 35 سنة، زيادة على الاكتئاب، والقلق النفسي الذي يتطور إلى أمراض عقلية، تسبب الاختلال في العادة، والإجهاد والتعب، والقرحة المعدية، والمعي الغليظ الذي يطال أزيد من 50 بالمائة من العمال وفق دراسة أجرتها النقابة. وتوصلت دراسة قام بها مجلس ثانويات الجزائر إلى أن 90 بالمائة من الأساتذة يعانون من الأمراض التي لها علاقة وطيدة بمدة التدريس، والتي لا تتجاوز 10 سنوات فقط، منهم 60 بالمائة يتوفون قبل سن التقاعد أو بعده بقليل. وفيما يخص المناصب المكيفة، أكدت النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين أن الخطر يمس كذلك العمال المهنيين الذين يفقدون حياتهم بسبب المواد الخطيرة المستخدمة في المخابر وغيرها، والتي انتقدت كذلك ما يقوم به مسؤولي القطاع تجاه فئة التربويين المصابين بالأمراض المهنية المزمنة، الذين سيحولون إلى المناصب الإدارية بطرق ملتوية وغير شرعية. ورفض رئيس النقابة، بحاري علي، وبناء على المراسيم المعمول بها مثل المرسوم رقم 90-99 المؤرخ في 27-3-90 المتضمن والمتعلق بسلطة التعيين والتسيير الإداري بالنسبة للموظفين وأعوان الإدارة المركزية في الولايات، والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري وليس التربوي بأن يكون تحويل الأساتذة الذين يعانون من أمراض مهنية وبطريقة الاستيلاء والتسلط، إلى مناصب إدارية على حساب المناصب الخاصة بفئة الأسلاك المشتركة بالقطاع خاصة بمديريات التربية عبر 50 ولاية، حيث أكد على أهمية الأخذ بعين الاعتبار هذه الفئة الهشة التي تعاني من كل النواحي.