استنكر، أمس، مزيان مريان المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''سناباست''، مضمون الرسالة المفتوحة التي وجهها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أول أمس للأسرة التربوية، معتبرا إعلان الوزارة عن قرب الإفصاح عن قرار رفع أجور الأساتذة ''يتناقض مع تصريحات الحكومة ككل مرة بخصوص الإفراج عن نظام التعويضات والعلاوات عند الانتهاء من إعداد كل القوانين الأساسية، وبالتالي ما أعلنت عنه وزارة التربية غير صحيح''. في هذا السياق، طالب مزيان مريان في ندوة صحفية أمس، من وزارة التربية الوطنية واللجنة المتخصصة المنصبة من قبل الحكومة شهر ديسمبر والمكلفة باستقبال اقتراحات نقابات قطاع التربية فيما يتعلق بنظام التعويضات، المنح والعلاوات، على ضرورة ''الإسراع في تحديد موعد الإفراج عن هذا النظام وكذا الإسراع في الإعلان عن نسبة الزيادات التي سيتم اعتمادها''، مؤكدا أنه ''في حال تحديد هذه المدة نحن عمال قطاع التربية سوف نلتزم الصبر مجددا بتوقيف الحركات الاحتجاجية''، وإذا حدث عكس ذلك يُضيف المنسق الوطني ل ''السناباست'' ''سوف تتواصل الحركة الاحتجاجية أكثر فأكثر''. وفي ذات السياق، أعلن مزيان مريان أن نقابته ''قررت شنّ إضراب وطني لمدة أسبوع متجدد آليا ابتداء من يوم الغد 16 نوفمبر، إلى غاية تحقيق المطالب المرفوعة سابقا على رأسها الإفراج عن نظام التعويضات الجديد بالشكل الذي يحفظ كرامة الأستاذ وموظف قطاع التربية وتطبيقه بأثر رجعي ابتداء من 1 جانفي 2008 وتحديد جدول زمني واضح لتسديد مخلفات ومستحقات موظفي القطاع التي سيُقرها النظام التعويضي الجديد، إلى جانب تحرير الخدمات الاجتماعية من الهيمنة النقابية، الإسراع في إصدار قوانين طب العمل ومباشرة تطبيقها، تمكين الأساتذة من التقاعد بعد 25 سنة من العمل، التكفل بمشاكل الأساتذة وعمال القطاع بولايات الجنوب وإعادة تقييم التعليم التقني واسترجاع حقوق الأساتذة على غرار المهندسين. ومن جهة ثانية، وفي ردّه على مضمون الرسالة التي وجهها وزير التربية الوطني أبو بكر بن بوزيد للأسرة التربوية أول أمس، اطلعت نقابة ''السناباست'' على مضمونها من خلال الصحف ووسائل الإعلام السمعية والبصرية، قال مزيان مريان إن ''دعوة وزارة التربية النقابات للتعقل ليس منطقيا باعتبار أن النقابات التزمت الحكمة والتعقل مدة سنتين ولم تتحقق لها مطالبها المشروعة إلى حدّ الآن''، مشددا على ''ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية في الجزائر ومنح كل ذي حق حقه والقضاء على الحياة الاجتماعية المزرية لا سيما لدى أكبر شريحة في الجزائر التي تتمثل في موظفي سلك التربية من خلال تحسين قدرتهم الشرائية باعتماد سياسة أجور واضحة ما دامت خزينة الدولة لا تعاني عجزا ماليا، فلابد من توزيع الخيرات بالعدل''. في ذات الاتجاه، دعا المنسق الوطني لنقابة ''السناباست'' جميع أفراد الأسرة التربوية في الأطوار الثلاثة أن ''يهبوا هبة رجل واحد بالمشاركة جميعا لإنجاح إضراب 16 فيفري لمدة أسبوع متجدد آليا، الذي يعتبره مريان إضرابا مصيريا باعتباره الوقت المناسب والخيار الوحيد من أجل انتزاع واسترجاع الحقوق وتحقيق العيش الكريم. ووجه مريان دعوة لنقابات قطاع التربية للمشاركة في هذا الإضراب، وكشف أن بعض النقابات هي الأخرى حددت موعدا لشن حركة احتجاجية لمواصلة المطالبة بتحقيق انشغالات الأسرة التربوية على غرار كل من النقابة الوطنية لعمال التربية التي ستشن إضرابا لمدة أربعة أيام ابتداء من يوم 22 فيفري ليلتحق بها كل من الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الذي شرع في عقد مجلسه الوطني أمس وسيُحدد موعد الإضراب اليوم عقب نهاية أشغال الدورة، وأعلن المتحدث ذاته أن ''السناباست'' ستنضم للاعتصام الذي بادر به مجلس ثانويات الجزائر ''الكلا'' يوم 23 فيفري وسيتم تحديد مكان الاعتصام لاحقا.