يندد سكان حي القداونية، ببلدية الدويرة غرب الجزائر العاصمة، بسياسة التهميش والعزلة التي تنتهجها تجاههم السلطات المحلية، حيث جعلهم مشكل انعدام وسائل النقل لوسط البلدية، وغياب أشغال التجهيز بالمنطقة في عزلة تامة. ويبدو أن تلاميذ هذا الحي هم الضحية الأولى لهذه المعاناة نتيجة بعد المسافة بين مؤسساتهم التعليمية ومقر سكناهم، رغم العديد من الشكاوى والتردد المستمر على مصالح البلدية لدفع مسيرة التنمية بالحي وتخليصهم من هذا المشكل الذي نغص عليهم حياتهم. يقف مشكل انعدام وسائل النقل بهذا الحي عائقا أمام المواطنين لبلوغ وجهاتهم وتحركاتهم اليومية، حيث يبعد عن وسط المدينة بحوالي 6 كلم، وهي المسافة التي يقطعونها سيرا على الأقدام في كل مرة يقصدون التنقل لأي جهة كانت، مع تحمل اهتراء الطريق الرابط بين حي قداونية ومحطة نقل المسافرين بالدويرة، ليزيد مشكل انعدام التهيئة والزفت بهذا الطريق من معاناة المواطنين، لا سيما خلال فصل الشتاء، حيث تمتلئ المسالك ببرك مياه الأمطار والأوحال التي تعيق حركة السير، وهو الأمر الذي نفر أصحاب النقل الخاص من شغل الخط الرابط بين حي قداونية ووسط المدينة. ولم يخف قاطنو المنطقة، في معرض حديثهم ل”الفجر”، غضبهم واستيائهم الشديدين من سياسة الإهمال واللامبالاة التي تنتهجها ضدهم السلطات المحلية، رغم التقدم إليهم في العديد من المرات بالشكاوى والمراسلات والتنديدات بهدف الالتفات لوضعيتهم السيئة والعزلة التي يعيشون خلالها منذ سنوات طويلة، ولكن لا حياة لمن تنادي، كما قال أحد المواطنين، لأن هذا الحي تم إسقاطه من مخطط التنمية المحلية للبلدية منذ فترة طويلة، وهو ما يعارضه سكان حي القداونية ويصرون على إبطال هذه السياسة والتحلي بالمسؤولية تجاه هذا الحي الذي يعتبر جزءا لا يتجزأ من إقليم البلدية، وعليه يجب تبني مشاكله وإيجاد الحلول المناسبة له لدفع عجلة التنمية بالمنطقة. من جهتها بلدية الدويرة ردت، على لسان أحد أعضاء مجلسها الشعبي البلدي، على انشغالات سكان القداونية مؤكدة أن إرغام الناقلين الخواص على العمل على الخط الرابط بين هذا الحي ووسط المدينة ليس من صلاحياتها، وإنما يكفيها فتح المجال أمام الراغبين للعمل على هذا الخط بالتقرب من مصالحها ونيل التسهيلات اللازمة لنيل الاعتماد من طرف مديرية النقل.